صقدمت كما “تاريخي”إن القرار رقم 2803 الذي اعتمده مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في 17 نوفمبر/تشرين الثاني يكتسب أهمية خاصة بسبب ضخامة السابقة التي يخلقها: فلم تصدق الأمم المتحدة قط على وضع أرض محتلة تحت الوصاية لصالح خطة تم التفاوض عليها حصرياً بين الولايات المتحدة وإسرائيل، ثم تم وضعها كمعيار دولي.
وتحت غطاء السلام يقر مجلس الأمن إجراء يتنافى مع مبادئ القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي وحق الشعوب في تقرير مصيرها. النص هو “أهنئ” من أ “الخطة الشاملة” لقد كُتب خارج أي إطار متعدد الأطراف، وتم تجاهله لمدة عامين ثم عاد إلى الظهور في شكل ملحق مستوحى من الاتفاقيات الثنائية المبرمة في واشنطن والقدس. ولم يشارك أي طرف فلسطيني – لا حماس، ولا السلطة الفلسطينية، ولا المجتمع المدني – في تطويره. كما ذكر الاستاذ القانون العام مونيك شيميلييه جيندرو، مؤلفة كتاب جعل الدولة الفلسطينية مستحيلة (النص، 160 صفحة، 17.90 يورو)، لا يمكن لأي عملية سلام أن تكون مشروعة إذا تم تحديدها من قبل طرف واحد في النزاع وحليفه الاستراتيجي. وهنا كل شيء يتناقض مع فكرة التفاوض ذاتها.
ومن المؤكد أن الرئاسة الفلسطينية رحبت بالقرار بعد صدوره، على أمل التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار ووصول المساعدات الإنسانية. لكن مثل هذا الدعم المتأخر، والذي تم التعبير عنه في سياق من القيود الشديدة، لا يشكل مشاركة أو موافقة حرة على الآليات المؤسسية المفروضة. ويميز القانون الدولي بوضوح بين القبول السياسي لوقف الأعمال العدائية والموافقة الصحيحة على نظام شبه وصاية. ومن ثم فإن التصديق اللاحق لا يمكنه تنظيم خطة مصممة خارج أي إطار عمل للأمم المتحدة.
إلا أن العنصر الأكثر إثارة للقلق يكمن في مكان آخر: إنشاء “مجلس السلام” الذي يتمتع بشخصية قانونية دولية، ويكون مسؤولاً عن حكم غزة إلى حين الانتهاء من برنامج الإصلاح المفروض على السلطة الفلسطينية. وهذا الهيكل ليس بعثة تابعة للأمم المتحدة، ولا يخضع لسلطة الأمين العام وسيقوده دونالد ترامب، محاطًا بقادة سابقين وشخصيات خاصة.
لديك 59.25% من هذه المقالة متبقية للقراءة. والباقي محجوز للمشتركين.

