الأربعاء _5 _نوفمبر _2025AH

وفي أحدث تجليات هذا الحراك المدني، وصلت إلى الآلية الرباعية الدولية – التي تضم الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ومصر – مذكرة موقعة من أكثر من 200 شخصية سودانية من مختلف القطاعات المدنية تطالب بخارطة طريق عاجلة لوقف الحرب وممارسة ضغط حقيقي على طرفي الصراع.

وقال نائب رئيس حزب المؤتمر السوداني والقيادي في تحالف “صمود”، خالد عمر يوسف، في حديثه لبرنامج “رادار” على قناة “سكاي نيوز عربية”، إن هذه الحرب “تطحن ملايين السودانيين كل يوم؛ قتلا ولعنا واغتصابا وتشريدا وجوعا وفقرا ومرضا”.

وأضاف: “لا أفق لهذه الحرب غير تدمير السودان، وعليه يجب أن تتوقف الآن”.

مبادرة مدنية شاملة

أوضح خالد عمر أن المذكرة الأخيرة تمثل “مبادرة مهمة للغاية” لأنها جمعت طيفا واسعا من المجتمع السوداني، من قيادات سياسية ومجتمع مدني ومبدعين ومثقفين ودعاة وإعلاميين وشباب ونساء، “اجتمعوا على قول واحد: أن هذه الحرب يجب أن تتوقف الآن”.

وأكد أن المبادرة الرباعية تشكل “بارقة أمل لكافة السودانيين”، قائلا: “نحن نتمسك بها من أجل أن تخرجنا من هذا المأزق التاريخي الذي وقع فيه السودان”.

صوت المدنيين في مواجهة غياب الدولة

يرى خالد عمر أن “منذ انقلاب 25 أكتوبر 2021 لا توجد حكومة شرعية تمثل السودانيين”، مضيفا أن “البلاد تعيش في حالة فراغ دستوري، ولا توجد سلطة تعبّر بحق عن إرادة الشعب”.

وانطلاقا من هذا الواقع، شدد على أن “المسؤولية الآن تقع على عاتق المجتمع المدني السوداني لخلق أكبر حالة إجماع ممكنة بين القطاعات الواسعة من الشعب حول أجندة وقف الحرب”.

وأشار إلى أن استطلاعات إلكترونية أجريت مؤخرا حول مبادرة الهدنة المقترحة من الآلية الرباعية أظهرت أن “الغالبية الساحقة من السودانيين مع وقف الحرب، ويرون في المبادرة طوق نجاة لخروج السودان من الدرك السحيق الذي يقع فيه الآن”.

إصرار عسكري ورفض شعبي

وفيما تواجه الجهود الدولية ضغوطا متزايدة بسبب تعنت الأطراف المسلحة، اعتبر خالد عمر أن موقف حكومة الفريق عبد الفتاح البرهان “يعكس تحديا واضحا لإرادة الشعب”، مؤكدا أن “حملة السلاح لا يعبرون عن أصوات السودانيين، وأن هذه الحرب لا تعنيهم إلا بما دمرت حياتهم”.

لكن رغم التعقيدات الإقليمية والدولية التي تحيط بالمشهد السوداني، يثق خالد عمر بأن “إرادة الشعب ستنتصر كما فعلت من قبل في ثورة ديسمبر المجيدة: الشعب السوداني الذي أسقط حكم الإخوان بعد ثلاثين عاما من القهر، سيهزم أيضا مخططات إطالة أمد الحرب”.

واختتم قائلا: “مركب هذه الجماعة الإرهابية غارق، ومن أراد أن يتشبث به سيغرق معه. مركب الشعب السوداني الذي اختاره منذ ثورة ديسمبر هو المركب الذي سينجو لا محالة. وعلى من يريد النجاة أن يعتزل الحرب وأجندة الإخوان وينحاز لأجندة الشعب: السلام، الحرية، والوحدة والديمقراطية”.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version