الثلاثاء _16 _سبتمبر _2025AH

يتناول برنامج رجال عبدالعزيز حياة وإنجازات الأمير عبد الله بن فيصل الفرحان آل سعود حيث مرت في بواكير التوحيد ومسيرة الوحدة، مولده في عام 1326هـ وكان فارس بالفطرة، نشأ في بيتٍ عريق حمل رجالُه راية المؤسس الملك عبد العزيز طيب الله ثراه. لم يُكمل الأمير عبد الله بن فيصل الفرحان آل سعود عامه الثاني حتى تيتم باستشهاد والده في معارك التوحيد، فكفلته والدته الأميرة موضي بنت ناصر بن سعود آل فرحان، ورعته مع شقيقه الأصغر فهد، حريصةً على تنشئته على القرآن وعلوم الدين.

وخلال الحلقة الثانية من برنامج رجال عبدالعزيز خلال موسمه الخامس الذي يبث على قناة السعودية كل يوم أحد عند الساعة 7:30 مساءً ، استعرض عدد من الباحثين والمؤرخين مسيرة الأمير الثرية، حيث أكدت أ.د. مها علي آل خشيل أستاذة التاريخ المعاصر ، أن الأمير عبد الله من أسرة عريقة كان رجالها في صفوف الملك عبد العزيز عند استعادة الرياض، مشيرةً إلى دور والدته في غرس قيم العلم والدين في أبنائها.

فيما أوضح أستاذ التاريخ السعودي في جامعة الامام د. ضيف الله بن دليم بن رازن ، أن الملك المؤسس أولى رعاية خاصة بالأميرين عبد الله وفهد، حيث كان يلتقيهما ويشرف على تدريبهما على الفروسية، لافتًا إلى أن أولى مشاركات الأمير عبد الله كانت في معركة الرغامة وهو في الخامسة عشرة من عمره، قبل أن يتدرج في المناصب حتى تولى رئاسة جهاز المجاهدين في الحرس الوطني في عهد الملك سعود، ثم إمارة القصيم عام 1354هـ، حيث عُرف بإصلاحاته ومنها توزيع الأراضي على المحتاجين مجانًا عام 1361هـ.

كما أبرزت الباحثة في التاريخ السعودي د. أحلام بنت سعيد الغامدي الجانب الإنساني للأمير، الذي عُرف بحبه للعلماء وبنائه للمساجد، منها مسجد لوالدته عام 1363هـ، إضافة إلى شغفه بالقراءة ودعمه لطباعة الكتب. فيما أشار د. عبد المحسن بن صالح الرشودي إلى أن بيته كان ملتقى للعلماء والوجهاء، وأنه تميز برجاحة العقل والحرص على خدمة الناس وتطبيق شرع الله.

وتطرقت الحلقة إلى مواقفه البطولية والإنسانية، حيث عُرف بقربه من الناس ومشاركته لهم في حياتهم اليومية، من إنقاذه من سقطوا في بئر، إلى افتتاحه مضيفًا لإطعام الأهالي زمن المجاعة والجراد (عام الدبا 1364هـ).

وفي ختام الحلقة، أوضحت أ.د. آل خشيل مكانته الخاصة لدى الملك عبد العزيز، الذي كان يخاطبه في رسائله بـ “ولدنا عبد الله الفيصل”، في دلالة على قربه من المؤسس.

عاش الأمير عبد الله بن فيصل الفرحان آل سعود حياةً حافلة بالبطولات والمآثر، وبقي وفيًّا لشقيقه الأمير فهد حتى وفاته عام 1418هـ، قبل أن يرحل هو عام 1427هـ، تاركًا إرثًا يجمع بين الفروسية والحكمة والإصلاح، ليظل واحدًا من أبرز رجال الملك عبد العزيز المخلصين.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version