الخميس _4 _ديسمبر _2025AH

لفي 17 تشرين الثاني/نوفمبر 2025، وافق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على ما أصبح يُعرف باسم “خطة ترامب لغزة”. بأغلبية 13 صوتًا مؤيدًا، مقابل عدم وجود أي صوت ضده، وامتناع عضوين عن التصويت، تم اعتماده دون نقض أو اعتراض إجرائي أو مناقشة موضوعية. وبذلك صادقت أقوى هيئة سياسية في العالم على خطة تم وضعها بعيداً عن غزة ومن دون مشاركة أولئك الذين يستعدون لرؤية حياتهم اليومية تتعطل بسبب هذه القرارات. إن هذه الطريقة لحل الصراع لا تعكس إجماعاً دولياً بقدر ما تعكس صمتاً محسوباً يسمح للخطة بالمضي قدماً دون معارضة.

اقرأ العمود | المادة محفوظة لمشتركينا “بدايات “السلام الدائم” لخطة ترامب لغزة تبدو إشكالية”

وفي قلب القرار يوجد “مجلس السلام” الجديد، وهو هيئة انتقالية مكلفة بالإشراف على الحكم وإعادة إعمار غزة. وقد تم تحديد تصميمها وقيادتها وأولوياتها خارج الإقليم الذي ينبغي أن تديره. وليس للفلسطينيين أي دور في تحديد ولايتها أو اختيار قادتها. وتقتصر مشاركتهم على ما يسمى “اللجنة التكنوقراطية”، التي يكون دورها إداريا وليس سياسيا. ويعزز هذا الهيكل سلطة القوى الأجنبية ويقلل من المشاركة الفلسطينية إلى الحد الأدنى.

وفي الوقت نفسه، يخول القرار إنشاء قوة دولية لتحقيق الاستقرار تتمتع بسلطات قسرية واسعة النطاق: نزع سلاح الجماعات المسلحة، وتطبيق التوجيهات الأمنية، ومراقبة الحدود، وإدارة عملية نزع السلاح الداخلي. ويجري هذا الانتشار دون موافقة سكان غزة. ورفضت الفصائل الفلسطينية فكرة تشكيل قوة أجنبية مسلحة ذات صلاحيات تنفيذية، لكن لم يكن لموقفها أي تأثير على مداولات المجلس. ونتيجة لذلك، فإن القرار لا يضع أي آلية للفلسطينيين للإشراف أو التأثير أو السيطرة على هذه القوة.

الحكم الذاتي “يستحق”

بالإضافة إلى ذلك، يشير النص إلى إمكانية قيام دولة فلسطينية، ولكن فقط بعد استيفاء الفلسطينيين للشروط التي حددتها الجهات الخارجية. فمن خلال ربط السيادة بالأداء، يعمل القرار على تحويل تقرير المصير ــ وهو حق أصيل وفوري ــ إلى هدف مؤجل.

لديك 49.75% من هذه المقالة متبقية للقراءة. والباقي محجوز للمشتركين.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version