الجمعة _7 _نوفمبر _2025AH

عندما تتحدث علياء الحلاق، 33 عاماً، عن أحلام محمد، ابنها البالغ من العمر 9 سنوات ونصف، تجد صعوبة في حبس دموعها. “أراد أن يصبح جراح قلب، ليسمع “دكتور محمد مطلوب في غرفة الطوارئ”، عبر مكبرات الصوت في المستشفى »تقول الأم، ذات الحجاب ذو طباعة الفهد، التي التقت في نهاية تشرين الأول/أكتوبر، في منزلها في الريحية، وهي قرية معزولة جنوب الخليل (الضفة الغربية المحتلة)، محاطة بأطفالها الأربعة الآخرين سيلا ووجدي وميس والياس. محمد لن يصبح طبيبا أبدا. وفي 16 تشرين الأول/أكتوبر، قُتل الصبي الصغير برصاص جندي إسرائيلي.

وفي يوم وفاته، كان الطفل الثالث للأخوة الحلاق مسروراً بحقيبة الظهر الزرقاء الجديدة التي تبرعت بها منظمة اليونيسف مؤخراً. مثل كل يوم، كان الطفل ذو النظرة الهادئة والمركّزة قد ارتدى زيه المدرسي قبل أن يذهب لإيقاظ أمه. وفي طريقه إلى منزله، عند الظهر، توقف محمد لعدة دقائق بالقرب من عش الطيور. كان يحب الإعجاب بعصافير الشمس الفلسطينية، هذه العصافير التي اعتادت على التلال القاحلة.

وبعد تناول وجبة غداء سريعة، ذهب مشجع كرة القدم للعب مع أصدقاء المدرسة، في الملعب الوحيد في المنطقة، على بعد عشرات الأمتار من منزله. عندما مرت سيارات الجيب العسكرية عبر القرية بأقصى سرعة، فر ما يقرب من عشرة أطفال مذعورين في كل الاتجاهات. ركض محمد نحو منزل جده، على التلال. وعلى بعد 10 أمتار فقط من الباب، استدار وذراعاه مكتفتان ليراقب القافلة المدججة بالسلاح في الأسفل. ولم تترك له الطلقة، التي مرت عبر جسده من ورك إلى آخر، أي فرصة. وبحسب العديد من الشهود، رفع الجندي سلاحه في الهواء، كعلامة على الاحتفال. وعند الاتصال بالجيش لم يرد على هذه النقطة.

لديك 82.01% من هذه المقالة متبقية للقراءة. والباقي محجوز للمشتركين.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version