وقال نائب وزير الخارجية الإيراني كاظم غريب آبادي، في تصريحات نقلتها وكالة أنباء “مهر” المحلية، الأربعاء، إن نتيجة المفاوضات تعتمد على إرادة الطرف الآخر (الولايات المتحدة)، مضيفا: “إن استمر الأميركيون بنهج الجولة الأولى فإن التفاهم لن يستغرق وقتا طويلا”.
ومن المقرر أن تجرى السبت الجولة الثانية من المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، بعد الأولى التي استضافتها سلطنة عمان ووصفها الطرفان بالإيجابية، لكنها تأتي تحت تهديد من الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشن ضربات على إيران إن لم تسفر المفاوضات عن نتائج.
وقال غريب آبادي إن “مكان المحادثات المقبلة حتى الآن هو روما”.
لكنه أوضح أن “التهديدات والحشد العسكري للولايات المتحدة في المنطقة، تثير تساؤلات حول جدية ونوايا التفاهم في المفاوضات”.
وأضاف المسؤول الإيراني أن “الجولة التالية ستركز على تحديد جدول أعمال المحادثات واختبار جدية الأطراف”، و”إذا تم التوصل إلى تفاهم فإن الوكالة الدولية للطاقة الذرية ستتولى عملية التحقق من تنفيذه، لأنه من دونها فإن أي اتفاق هو مجرد ورق”.
وقال نائب وزير الخارجية الإيراني إن “مصدر مخاوف امتلاك إيران لسلاح نووي هو الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي لم تقدم دليلا”.
كما أكد أن “برنامجنا لتخصيب اليورانيوم لم يشهد أي انحراف، وهو غير قابل للتفاوض”.
والأربعاء التقى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، الذي سافر إلى طهران لبحث القضايا مع المسؤولين الإيرانيين، مع وزير الخارجية عباس عراقجي، وناقشا وتبادلا وجهات النظر حول آخر المستجدات بشأن برنامج طهران النووي.
وأكد عراقجي “سياسة إيران وتصميمها على مواصلة التفاعل والتعاون مع الوكالة في إطار الالتزامات القانونية الدولية”، وشدد على “ضرورة أن تلعب الوكالة دورها المهني والفني في إطار واجباتها ومسؤولياتها من دون أن تتأثر بضغوط غير مبررة من بعض الأطراف”، وفق وزارة الخارجية الإيرانية.
وأوضحت الوزارة أن “عراقجي أطلع غروسي على نتائج الجولة الأولى من المفاوضات مع الولايات المتحدة”، موضحة أن الوزير “أكد ضرورة أن تلعب الوكالة الدولية للطاقة الذرية دورها من دون أن تتأثر بضغوط غير مبررة من بعض الأطراف”، و”في إطار الالتزامات القانونية الدولية”.
وكان غروسي حذر من مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية في ضوء تهديدات واشنطن لإيران.
وقال بعد مقابلة عراقجي: “أعتقد أننا كنا واضحين جدا جدا بشأن حقيقة أن الهجمات على المنشآت النووية غير مقبولة وتفاقم أي مشكلة”.
وأشار إلى “التبعات الإشعاعية والبيئية” التي قد تسببها الضربات، فضلا عن خطر اندلاع حرب شاملة بين الدولتين العدوتين منذ أمد طويل.
وتكمن نقطة الخلاف الرئيسية في تخصيب إيران لليورانيوم بنسبة نقاء 60 بالمئة، وهو مستوى أعلى بكثير من سقف 3.67 بالمئة المحدد بموجب الاتفاق النووي المبرم عام 2015.
وسيكون تقليص التخصيب شرطا أساسيا للتوصل إلى اتفاق سياسي أوسع.
وخلال زيارته السابقة إلى إيران، سعى غروسي للحصول على إجابات على الأسئلة التي لم تتم الإجابة عليها بشأن الأنشطة النووية الإيرانية، وطالب بإتاحة الوصول إلى المنشآت النووية، لكن حقق نجاحا محدودا.
وجدد حديثه عبر منصة “إكس”، الأربعاء، أن “التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لا غنى عنه في تقديم ضمانات موثوقة بشأن الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني، في وقت باتت فيه الحاجة ملحة إلى الدبلوماسية”.