جاء القصف الأمريكي لـ3 منشآت نووية إيرانية، فجر أمس، ليثير موجة من التساؤلات بشأن مصير المشروع النووي الإيراني، وكيف تؤثر تلك الضربات على البرنامج النووي لطهران، بين تأكيد أمريكي أن البرنامج قضي عليه بالكامل، جاء رد الفعل في طهران ليؤكد أن الأضرار ليست كبيرة.
البرنامج النووي لطهران
استهدفت الضربات الأمرميكية ثلاث منشآت نووية رئيسية في إيران، هي فوردو معمل التخصيب العميق شديد التحصين، ونطنز المركز الصناعي الرئيسي لتخصيب اليورانيوم، وأصفهان موقع تحويل اليورانيوم وإنتاج الوقود النووي.
وأكد عوزي أراد، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي الأسبق، رسميًا أن منشأة “فوردو” الإيرانية الحساسة قد أصبحت خارج الخدمة بعد الضربات الأمريكية.
من جانبه، أكد وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيغسيث، أن الضربات “حققت نجاحًا باهرًا وساحقًا”، مشيرًا إلى أن “تنفيذها استغرق شهورًا وأسابيع من التخطيط”، موضحا أن الضربة الأمريكية “قضت على طموحات إيران النووية”.
فيما قالت هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، وفقًا لوسائل إعلام إيرانية، إن المواقع النووية التي تعرضت للهجمات الأخيرة سيعاد بناؤها بسرعة، مؤكدة أن الأنشطة النووية الإيرانية لن تتوقف، بل ستُستأنف بقوة أكبر.
وأضافت هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، وفقًا لوسائل إعلام إيرانية، إن المواقع النووية التي تعرضت للهجمات الأخيرة سيعاد بناؤها بسرعة، مؤكدة أن الأنشطة النووية الإيرانية لن تتوقف، بل ستُستأنف بقوة أكبر.
فيما نقلت وكالة “مهر” الإيرانية للأنباء، عن محمد منام رئيسي، نائب في مجلس الشورى الإيراني، تأكيده أنه: “بناءً على معلومات دقيقة، أستطيع أن أؤكد أنه خلافًا لادعاءات الرئيس الأمريكي الكاذب، لم تتضرر منشأة فوردو النووية بشكل خطير، وأن معظم الأضرار التي لحقت بها كانت على الأرض فقط، ويمكن إصلاحها”.
وأضاف: “أؤكد بثقة أن ما كان يمكن أن يُشكل خطرًا على الناس قد أُخلي مسبقًا، ولله الحمد، لم تُسجل أي إشعاعات نووية”.
قصف جديد على فوردو
أعلن المتحدث باسم لجنة إدارة الأزمات في محافظة (قم) الإيرانية مرتضى حيدري،تعرّض منشأة فوردو النووية لهجوم جديد شنّته إسرائيل، وذلك في استمرار لهجماتها على المنشآت الحيوية الإيرانية.
وفي تصريح وفقا لوكالة (تسنيم) الإيرانية للأنباء، اليوم الاثنين، أكد أن إسرائيل نفّذت قبل لحظات هجومًا جديدًا استهدف موقع فوردو النووي، مؤكدًا أن الجهات المختصة تتابع الوضع عن كثب.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن تنفيذ ضربات جوية، اليوم لقطع طرق الوصول إلى موقع فوردو الإيراني، على حد قوله.
الوكالة الدولية تكشف التأثير
ومن جانبه، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي، اليوم الاثنين، إن موقع فوردو، تعرض لأضرار مرئية تشمل حفرًا ناجمة عن استخدام ذخائر خارقة للتحصينات، موضحا أنه لم تتمكن الوكالة من تقييم الضرر تحت الأرض حتى الآن، لكن يرجح وقوع أضرار كبيرة في أجهزة الطرد المركزي الحساسة.
وأضاف أنه في أصفهان، أُصيبت مبانٍ إضافية، من بينها منشآت مرتبطة بعملية تحويل اليورانيوم، كما تم استهداف مداخل أنفاق تُستخدم لتخزين المواد المخصبة، باستخدام صواريخ كروز، حسبما أكدت الولايات المتحدة.
أما في نطنز، أكد أن منشأة تخصيب الوقود تعرضت لهجوم بذخائر خارقة للتحصينات أيضًا، بناءً على تأكيدات أمريكية.
وأشار إلى أن إيران أبلغت الوكالة بعدم تسجيل أي زيادة في مستويات الإشعاع خارج هذه المواقع، وأن الوضع في المنشآت الأخرى لم يتغير منذ آخر تقارير الوكالة، كما لم ترد أي تقارير عن هجمات إضافية منذ صباح الأحد.
ردود الفعل الإيرانية
دعا مستشار بارز للمرشد الإيراني إلى توجيه ضربات صاروخية مباشرة على السفن الحربية الأميركية، وإغلاق مضيق هرمز، في واحدة من أكثر الدعوات الإيرانية حدة منذ بدء التصعيد.