في عالم يتغير بسرعة مذهلة وتتسارع فيه الابتكارات قدم جيف بيزوس أحد أهم الدروس الإدارية في عصرنا الحديث من خلال مفهومين بسيطين في الشكل عميقين في المعنى اليوم الأول Day 1 و اليوم الثاني Day 2 لم يكن بيزوس يقصد يومًا من التقويم بل كان يتحدث عن عقلية تحدد مصير المؤسسات بين النمو أو الانحدار.
يمثل اليوم الأول حالة دائمة من الحيوية والمرونة والابتكار وكأن الشركة تبدأ اليوم أولى خطواتها في السوق في هذا اليوم يكون العميل في المركز والجرأة في اتخاذ القرار جزءًا من الهوية والسرعة في التجربة والتعلم خيارًا لا يمكن التنازل عنه ويصف بيزوس هذه الروح بأنها التزام مستمر بالفضول والاكتشاف والاستماع النشط لصوت السوق
فاليوم الأول هو البيئة التي تزدهر فيها الشركات التي تتعامل مع المستقبل بثقة وتعتبر كل يوم فرصة جديدة للتجربة لا لحماية الماضي.
أما اليوم الثاني فهو النقيض تمامًا يراه بيزوس بداية الانهيار البطيء للشركات مهما بلغ حجمها إنه مرحلة الجمود التي تفقد فيها المؤسسة حماس البداية وتستبدل الشغف بالإجراءات الثقيلة وتتحول القرارات فيها إلى اجتماعات مطولة بدلًا من مبادرات سريعة يصفه بيزوس بوضوح بأنه الثبات ثم عدم الأهمية ثم الانحدار المؤلم ثم الموت اليوم الثاني ليس حدثًا مفاجئًا بل ثقافة تتسلل تدريجيًا حين يصبح الحفاظ على الوضع القائم أهم من التطوير وحين يتغلب الخوف على الجرأة.
القوة في مفهوم بيزوس تكمن في بساطته وعمقه فهو يذكر القادة بأن النجاح ليس ضمانًا للاستمرار وأن أكبر الشركات قد تنهار إذا فقدت روح اليوم الأول وعلى العكس يمكن للمؤسسات الصغيرة أن تصنع أثرًا عالميًا إذا تبنت هذه العقلية الديناميكية التي تجمع بين التركيز على العميل والابتكار المستمر واتخاذ القرارات السريعة وتكون دائماً في اليوم الأول.
الخلاصة
أن بيزوس لا يقدم نظرية مجردة بل أسلوب حياة إداري
“ابق في اليوم الأول دائمًا لأن الانتقال إلى اليوم الثاني هو بداية النهاية”
المستشار فرحان حسن
X: https://twitter.com/farhan_939
e-mail: [email protected]
