الأربعاء 18 جمادى الأولى 1446هـ

شخصية الرئيس الأميركي السابق والمرشح الحالي للرئاسة دونالد ترامب، أحد أكثر الشخصيات المثيرة للجدل في العصر الحديث، ألهمت عديدا من الأعمال السينمائية والتلفزيونية والوثائقية التي سعت لاستكشاف جوانب مختلفة من حياته ومسيرته.

من الوثائقيات التحليلية إلى الأعمال الدرامية، كان تأثير ترامب على السياسة الأميركية والعالم محور اهتمام عديد من صناع الأفلام والنقاد على حد سواء. تُعد هذه الأعمال محاولات لفهم شخصية ترامب وتأثيرها الواسع، حيث تتناول صعوده من عالم العقارات والإعلام إلى قمة السياسة العالمية. تتباين آراء النقاد حول هذه الأعمال، ما بين مؤيد للأسلوب النقدي في بعض الأفلام ومعارض للمبالغات في تصويره. وفي ما يلي مجموعة من أبرز الأعمال التي تناولت قصة حياة دونالد ترامب.

1. ترامب: الحلم الأميركي (2017)

يأخذ الوثائقي “ترامب: الحلم الأميركي” (Trump: The American Dream) المشاهدين عبر تاريخ حياة ترامب منذ الطفولة حتى الوصول للرئاسة، ويستعرض تفاصيل نجاحاته وإخفاقاته في عالم العقارات والأعمال، ثم انتقاله إلى عالم الإعلام والسياسة.

حظي الوثائقي بتقدير بعض النقاد لقدرته على تسليط الضوء على نشأة ترامب والتحديات التي واجهها بصفته رجل أعمال، إلا أن بعض النقاد رأوا أن الوثائقي لم يكن نقديا بما يكفي تجاه جوانب مثيرة للجدل في حياته، مثل قضاياه القانونية. في حين رأى آخرون أن الوثائقي قدّم صورة متوازنة إلى حد ما، مبرزا كيف تمكّن ترامب من تكوين صورة عامة قوية في المجتمع الأميركي.

2. ترامب.. حلم أميركي (2018)

الوثائقي “ترامب.. حلم أميركي” (Trump: An American Dream) من إنتاج بريطاني، يسبر أغوار حياة ترامب من خلال مقابلات مع أشخاص تعاملوا معه عن قرب، ويعتمد على وجهات نظر متعددة لإظهار مسيرة صعوده وتأثيره.

أشاد النقاد بهذا الوثائقي، لأنه يعتمد على وجهات نظر متنوعة، بما في ذلك أصدقاء سابقون وخصوم له، مما يقدم صورة شاملة عن شخصيته. كما أثنى النقاد على قدرته على كشف الصراع الداخلي والخارجي الذي عايشه ترامب، بدءا من نجاحاته في مجال العقارات وصولا إلى طموحاته السياسية. ومع ذلك، اعتبر بعض النقاد أن الفيلم كان يفتقر إلى العمق في تحليل تأثير ترامب السياسي.

3. فهرنهايت 11/9 (2018)

فيلم “فهرنهايت 11/9” (Fahrenheit 11/9) من إخراج الناقد والمخرج الشهير مايكل مور، ويقدم رؤية نقدية لعصر ترامب وأسباب فوزه بالانتخابات. يستعرض الفيلم قضايا اجتماعية وسياسية ساعدت في صعود ترامب، ويوجّه نقدا لاذعا للإعلام الأميركي والمؤسسات السياسية.

تلقى الفيلم إشادة واسعة من النقاد الليبراليين بسبب نهجه الصارم ونقده الحاد لعهد ترامب، حيث رأى كثيرون أن مور أبدع في كشف العوامل التي ساهمت في صعود ترامب إلى الرئاسة. لكن بعض النقاد المحافظين اعتبروا الفيلم يحمل تحيزا سياسيا واضحا ويستخدم العواطف أكثر من الحقائق الموضوعية. ومع ذلك، أُثني على مايكل مور لقدرته على طرح قضايا مهمة بأسلوبه الاستفزازي والمباشر.

4. قاعدة كومي (2020)

المسلسل الدرامي “قاعدة كومي” (The Comey Rule) يستند إلى مذكرات جيمس كومي، المدير السابق لمكتب التحقيقات الفدرالي، ويعرض مواجهاته مع ترامب حول قضايا حساسة، مثل التدخل الروسي في الانتخابات. يلقي الضوء على شخصية ترامب وكيفية تعامله مع مؤسسات الأمن القومي.

قوبل المسلسل بتقييمات مختلطة، إذ أشاد بعض النقاد بأداء الممثلين، خاصة جيف دانييلز في دور جيمس كومي، ورأوا أن المسلسل قدم سردا مؤثرا للمواقف الصعبة التي واجهها كومي.

ولكن، رأى بعض النقاد أن المسلسل يبالغ في رسم شخصية ترامب بوصفها تهديدا مباشرا للديمقراطية، بينما كان النقاد الآخرون أكثر تفاؤلا بقدرته على إبراز المعركة الداخلية بين السلطة والمؤسسات.

5. “رئيسنا الجديد” (2018)

“رئيسنا الجديد” (Our New President) وثائقي روسي فريد يستعرض كيف تعامل الإعلام الروسي مع شخصية ترامب خلال حملته الانتخابية وبعد فوزه بالرئاسة. يعتمد الفيلم على لقطات إعلامية روسية وتصريحات ساخرة، مما يعطي لمحة عن الدعاية السياسية التي روجت لفكرة وجود “رئيس جديد”.

وصف النقاد الفيلم بأنه مبتكر ومثير للاهتمام بسبب أسلوبه الساخر والفريد، ورأوا فيه تصويرا غير تقليدي للمشهد السياسي بين روسيا وأميركا. أشاد عديد من النقاد أيضا بكيفية استخدام الفيلم لوسائل الإعلام الروسية لإظهار تأثير الإعلام على الجماهير. على الجانب الآخر، وجد بعض النقاد أن الفيلم قد يكون محيرا للبعض نظرا لاعتماده على الأسلوب غير التقليدي في عرض الحقائق السياسية.

6. “المتدرب” (2004-2017)

“المتدرب” (The Apprentice) برنامج واقعي لم يكن وثائقيا أو عملا سينمائيا، لكنه قدم شخصية ترامب للعامة في صورة رجل أعمال قوي ومتحدٍ يقود المشاركين في البرنامج نحو إنجاز مشاريع في مجال الأعمال. ساهم البرنامج في بناء سمعة ترامب وزيادة شعبيته.

اعتبر النقاد أن البرنامج نجح في رسم صورة ترامب بوصفه شخصية حازمة في مجال الأعمال، مما أضفى عليه جاذبية خاصة. ومع ذلك، بعد انتخابه رئيسا، عاد النقاد للنظر في هذا البرنامج كمثال على الترويج لصورة مثالية لرجل أعمال لم يكن يظهر سوى جانبه القوي في البرنامج. رأت بعض التحليلات النقدية أن البرنامج ساعد في بناء شعبيته التي استفاد منها لاحقا في الانتخابات الرئاسية.

7. المتدرب (2024)

فيلم “المتدرب” من إخراج الإيراني علي عباسي وتأليف الصحفي غابرييل شيرمان أثار كثيرا من الانتقادات، حتى أن دونالد ترامب وصفه بأنه “عمل سياسي مثير للاشمئزاز والأحقاد”.

يتضمن فيلم “المتدرب” عددا كبيرا من المشاهد التي تصور ترامب يتعاطى حبوب “الأمفيتامين” ويخضع لعملية شفط الدهون، ويجري عملية جراحية لإزالة صلعته.

أشاد أوينلي برمان، كبير نقاد مجلة “فراييتي”، بأداء ستان، لكنه قال إن مستوى العمل تراجع بعد البداية القوية. وكتب أن “النصف الأول من الفيلم يعتبر نوعا ما ضربة قاضية، خاصة تناوله كيفية تطور ترامب التي تخيلها كثيرون منا لفترة طويلة، وهو يقدم رؤية مقنعة ومثيرة للاهتمام”.

هذه الأعمال السينمائية والوثائقية تعكس جوانب متعددة لشخصية ترامب وتأثيره السياسي والاجتماعي، وتجسد اختلاف آراء النقاد حول هذه الشخصية المثيرة للجدل.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version