الأربعاء 18 جمادى الأولى 1446هـ

“خريف القلب” أول مسلسل سعودي ينضم لرَكب سلسلة دراما “الفورمات” المقتبسة عن أعمال من جنسيات غير عربية، وقد بدأ عرضه قبل أيام ومع ذلك تصدّر محركات البحث وبات الأكثر مشاهدة عبر منصة “شاهد” بينما حظي بدعم المشاهدين عبر منصات التواصل الاجتماعي.

المسلسل اجتماعي مُقتبس من التركي “حطام/عشق ودموع” الذي صدر عنه 3 أجزاء أعوام 2014 و2015 و2016 وحقق نجاحا هائلا وقت عرضه، وإن كان الأخير مأخوذا عن مسلسل آخر قصير كوري الجنسية باسم “الخريف في قلبي” (Autumn in My Heart) الذي صدر عام 2000 ونال تقييما بلغ 7.9 وفقا لموقع “آي إم دي بي” (IMDb) الفني.

ويجمع هذا العمل بين الدراما وقدر كبير من التشويق بسبب حبكته المثيرة، إذ يحكي عن عائلة شديدة الثراء وأخرى تعاني الفقر، وتُنجب الأم من العائلتين أنثى باليوم نفسه والمستشفى نفسها، وبسبب خطأ إحدى الممرضات تتبدّل الفتاتان، وتنشأ كل واحدة مع أسرة لا تنتمي إليها دون أن يُدرك أحد حقيقة ما جرى.

وبعد 17 عاما ونتيجة حادث سير تتعرّض له إحدى الفتاتين، ولحاجتها للتبرّع بالدم، تكتشف إحدى الأسرة كل شيء ومن ثمّ تتبدّل أحوال الجميع، خاصة حين تنجح الابنة الثرية بالوصول لأمها الحقيقية، وبالوقت نفسه تكتشف الفقيرة أن أهلها من ذوي الأموال والممتلكات مما يجعلها على استعداد تام للتنكّر من الأم التي ربتها والتخلّى عن ماضيها لتلحق بأحلامها الكبرى بعد أن عاشت عمرا بأكمله ناقمة على حالها.

وعلى عكس الأعمال الدرامية السابقة التي جرى اقتباسها من فورمات التركي خلال السنوات الأخيرة، وطغى على غالبيتها الطابع الرومانسي وجاءت متخمة بالعلاقات العاطفية أو الخيانات الزوجية، قرر صناع الدراما السعودية دخول هذا السباق واختاروا عملا اعتمد على حبكة اجتماعية تُركّز على العلاقات الأسرية وعالم المراهقين وتأثير التعرّض إلى منصات التواصل وما يترتب على ذلك من مقارنات وصراعات داخلية.

ولمزيد من المصداقية والمعايشة، وقع الاختيار على الكاتب والروائي السوداني علاء حمزة لكتابة سيناريو وحوار العمل ومنحه طابعا وروحا سعوديين، فظهرت العديد من البطلات محجبات وانعكاسا للتقاليد السعودية، كذلك استعرضت القصة بعض التحديات التي يواجهها السعوديون بعالم العمل.

غير أن ذلك لم يمنع قليلا من المشاهدين من الإعراب عن شعورهم بعدم الانتماء للحبكة كونها لا تُشبه المجتمعات العربية، وإن كان هذا جرى على نطاق ضيق على عكس التجارب السابقة التي وصفها غالبية الجمهور بالمبالغة واختلافها شكلا ومضمونا عن العادات الشرقية.

يُذكر أن أول ما جذب الجمهور للعمل هو قدر التشويق والإثارة اليومية والمتصاعدة حلقة بعد أخرى، ورغم انتماء المسلسل لدراما الـ90 حلقة، إلا أنه ومنذ الحلقة الأولى تبدأ أحداثه بالتصاعد وتتجلّى الاشتباكات.

النقاد يشيدون بالتمثيل

بجانب الحبكة أثنى النقاد على أداء بعض الممثلين، على رأسهم إلهام علي في دور “نهلة”(إحدى الأمهات) والتي أكدت أن الدور كان بمثابة تحد لها، إذ تشككت بالبداية من قدرتها على تقديم دور أم لفتاة في سن 17 لكنها بذلت قصارى جهدها للإلمام بالشخصية.

وبالفعل نجحت إلهام في تجسيد الانفعالات المختلفة بين القلق والحنان والحزن والانكسار وغيرها من المشاعر المتناقضة.

كذلك برع عبد المحسن النمر في أداء دور “راشد” الأب الحنون المتعلق بشدة بابنتيه، مما وضعه في صراع إنساني وعاطفي عميق، حيث يجد نفسه ممزقًا بين أبوته البيولوجية لابنته “أمل” (جود السفياني) التي نشأت محرومة من حنانه طوال حياتها، وبين أبوته بالتربية لابنته “شوق” (ميرال مصطفى). ويظهر هذا الصراع من خلال محاولاته المستمرة للتعبير عن حبه لكلتيهما وإغداق مشاعره عليهما بشكل متساوٍ.

وممن لفتوا الانتباه كذلك الشابة جود السفياني في دور أمل الابنة ذات التطلعات، والتي لا تتوانى عن التلاعب بمشاعر من حولها أو كسر قلوبهم من أجل مصلحتها فقط لا غير.

ورغم سنوات السفياني الصغيرة وحقيقة أنها لم تبدأ التمثيل إلا قبل سنوات قليلة بالتزامن مع جائحة كورونا لكنها تألقت بمسلسل “خريف القلب” وهو ما بررته بحبها الأدوار الشريرة والتشابهات الكثيرة التي جمعتها بالشخصية، إذ عانت هي نفسها من فقد الأم سنوات طويلة، وطالما كانت خلال مراهقتها ذات شخصية مندفعة ومحبة للمغامرات وتولي اهتماما خاصا بمنصات التواصل وخاصة “إنستغرام” حتى أنها كانت تنشر يوميا ما بين 15 و20 مقطعا.

وإن واجهت تحديا من نوع خاص كاد أن يفقدها الدور بسبب لهجتها، إلا أن قيامها بالتمثيل بأعمال سابقة باللهجة النجدية ساعدها على تقديم شخصية أمل والتماهي مع باق طاقم العمل.

“خريف القلب” الأعلى مشاهدة

“خريف القلب” من إخراج فكرت قاضي وسيناريو وحوار علاء حمزة، والبطولة جماعية شارك بها عبد المحسن النمر وإلهام علي وميرال مصطفي وجود السفياني ولبنى عبد العزيز وأروى وفيصل الزهراني.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version