يوفر المال إحساس الأمان بالمستقبل، وكلنا يسعى للحفاظ على استقراره المالي وعدم التعرض لأي مخاطر. ولكي تنعم بالراحة والاستقرار عند الكبر لا بد أن تعمل على تأمين مستقبلك ماليا وأنت لا تزال في مرحلة الشباب. ولكي تحقق هذه الأمنية، يجب عليك أن تبدأ فورا للتخطيط لمستقبلك.
بمجرد القيام ببعض الممارسات البسيطة في التخطيط لأسلوب حياتك مستقبلا وإدارة أموالك يمكنك أن تتطلع إلى المستقبل بشكل أفضل.
في تقرير نشره موقع “كيبلنغر” (kiplinger) الأميركي، يقول الكاتب ديفيد روديك إن معظم الناس لا يخططون بشكل جيد لمستقبلهم المالي، لكن سرعان ما يصبح ذلك حقيقة ماثلة أمامهم في السنوات الأخيرة قبل مغادرة الوظيفة.
وحسب الكاتب، فإن ضمان مستقبل مالي آمن يحتاج إلى القيام ببعض الخطوات المهمة قبل 10 سنوات على الأقل من مغادرة العمل، من أهمها ما يلي:
تخيل حياتك بعد التقاعد
لا بد من تخيل شكل حياتك وما تحب أن تقوم به بعد التقاعد، وذلك قبل أن تبدأ الاستعداد لتلك المرحلة وتحديد المدخرات اللازمة.
ومن أجل ذلك، ينبغي الإجابة عن الأسئلة التالية:
- متى تريد التقاعد؟
- وأين ستتقاعد؟
- وما الذي تنوي فعله؟
- والأكيد أن ذلك يشمل تغيير أسلوب الحياة والسفر وممارسة هوايات جديدة.
تقدير ميزانية التقاعد
وهذا التقدير يعني أن تقدر حجم المدخرات اللازمة للإنفاق بعد التقاعد، وهناك بعض القواعد لتقدير هذا الرقم، مثل أن تعادل قيمة مدخراتك 12 ضعف راتبك الشهري، أو أن يكون لديك ما يكفي من المال لإنفاق ما نسبته 80% من دخلك السنوي قبل التقاعد.
ويرى الخبير بمجموعة “برينسيبال” المالية سري ريدي أن تلك الطرق السريعة لتقدير مدخرات التقاعد لا تراعي اختلاف الظروف من شخص لآخر، لذلك فإنه يفضل تحديد الميزانية حسب مجالات الإنفاق المختلفة، مثل السكن والطعام والسفر والتأمين.
ويعتقد ريدي أن جائحة كوفيد-19 منحت الموظفين الذين انتقلوا للعمل من المنزل فرصة لتجربة نسخة مشابهة لميزانية التقاعد، حيث توقفت النفقات الإضافية، مثل تناول الطعام بالخارج وشراء الملابس الجديدة وتكاليف التنقل، لكن مع ضرورة تقدير النفقات المخصصة للسفر والأنشطة الترفيهية الأخرى، التي أوقفتها الجائحة مؤقتا، كما يقترح ريدي التفكير في العمل بدوام جزئي بعد التقاعد، لتحقيق دخل إضافي من نشاط تستمتع به.
تجنب التغييرات الكبيرة
أحد أهم مفاتيح التقاعد الناجح يكمن في تجنب التغييرات الكبيرة، مثل تغيير المنزل أو السيارة أو نمط الحياة بشكل عام، وهذه التغييرات ستشكل ضغطا كبيرا على خطة التقاعد، لذلك فكّر جيدا قبل التخطيط لأي تغيير كبير في حياتك خلال هذه المرحلة.
في تقرير آخر نشره موقع “بيزنس إنسايدر” (Business insider) في نسخته الإسبانية، قال الكاتب هيكتور شاميزو إنه كلما أحسن الشاب السيطرة على أمواله الشخصية والمحافظة على الادخار، زادت التسهيلات التي ستتاح له في المستقبل، لهذا من المهم ألا تنفق أكثر من راتبك أو أن تحافظ على تحكم معين في الإنفاق، الذي يمكنك القيام به من خلال تطبيقات الهاتف المحمول المتعددة، وحدد الكاتب بعض الخطوات، من أهمها ما يلي:
احذر الاندفاع ولا تستبق الأحداث
على الرغم من أنه من المهم ألا نضحي بأمننا المالي على المدى القصير من أجل الخطط المتعلقة بالتقاعد، فإن دوغلاس بونبارث، رئيس شركة “بون فايد ويلث” (Bone Fide Wealth) المختصة في التخطيط المالي، علق في تقرير بأن الشباب يجب أن يحصلوا أولا على حق الاستثمار، ويعني هذا الأمر أنه من الضروري أن يحصل الشاب على وظيفة مستقرة ذات دخل منتظم، ثم يدخر من مدخوله لأي احتمال يحدث في المستقبل.
زد قيمة ادخارك بشكل تدريجي
من بين الأمور التي ينبغي أن تكون واضحة بالنسبة للشباب، هو كيفية التعامل مع المدخرات التي يحصلون عليها في نهاية الشهر. وبهذا المعنى، يسلط الخبراء في التخطيط المالي الضوء على أهمية الزيادة التدريجية لحجم الأموال المدخرة للتقاعد بمرور الوقت.
كما ينصح مدير الاستثمار في “بيزنس إنسايدر” خوسيه لويس كارباتوس قائلا “حاول زيادة رأس المال الخاص بك إلى أقصى حد ممكن، وزيادة ما تساهم به لتقاعدك مع مرور الوقت، لأنك بهذه الطريقة ستزيد أصولك تدريجيا”.
لا داعي للشعور بالذعر
خلال فترة الركود الاقتصادي عام 2009، أصيب كثير من الناس بالذعر المالي وقاموا ببيع المدخرات والمنتجات الاستثمارية التي راهنوا عليها، هذا هو أسوأ شيء يمكن أن يقدم عليه الشخص.
ومع مرور الوقت، لوحظ أن هبوط السوق كان طبيعيا وليس نهاية العالم. وفي الواقع، خلق انهيار سوق الأسهم فرصة شراء قيّمة، فإذا اشتريت عندما تكون القيم منخفضة، يمكنك كسب المزيد عند الارتفاع مرة أخرى.