وفي مقابلة مع صحيفة “ذا ناشيونال”، قال بومبيو إن حجر الأساس لأي سلام دائم يجب أن يكون في إقامة “نموذج يمنح إسرائيل الثقة بأن حماس لن تعيد تسليح نفسها”، وفي الوقت نفسه “يمنح سكان غزة الثقة بأن حماس لن تقتلهم هي أيضا”.
بومبيو، الذي قاد فريق السياسة الخارجية في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال ولايته الأولى، استبعد إرسال قوات أميركية إلى غزة للمشاركة في حماية اتفاق وقف إطلاق النار الهش، معتبرًا أن “تشكيل قوة من دول ذات أغلبية مسلمة مثل مصر والأردن هو السيناريو الأكثر ترجيحًا لتحقيق أفضل النتائج”.
وأضاف أن “سيطرة حماس السياسية يجب أن تكون صفرا”، وأن على “جهاز أمني جديد” أن يمنعها من حفر أنفاق جديدة تحت غزة.
وتابع: “قد تبقى بعض البنادق من طراز كلاشينكوف هنا وهناك، لكن لا يمكن أن تكون هناك ميليشيا تابعة لحماس. يجب القضاء عليها بالكامل، وإلا سنجد أنفسنا مجددا في الدائرة نفسها”.
وأشار بومبيو إلى دروس من تجربة أيرلندا الشمالية، حيث استغرق نزع السلاح هناك سنوات بعد انتهاء الصراع، مؤكدا أن العملية في غزة يجب أن تكون أسرع بكثير: “لدينا بضعة أشهر فقط لتحقيق ذلك، وربما عامان على الأكثر لإنجاح عملية الانتقال بشكل سليم”.
وأوضح أن جهات غير حكومية يمكن أن تلعب دورا في عملية السلام في غزة، كما فعلت المجموعات الكنسية في أيرلندا الشمالية، قائلا: “يمكن تخيّل نموذج لا يختلف كثيرا عن ذلك”.
وبحسب بومبيو، فإن المراحل المقبلة من اتفاق وقف إطلاق النار الذي رعاه ترامب ستتضمن نشر قوة دولية للمساعدة في استقرار غزة، بينما تتولى لجنة فلسطينية إدارة الشؤون اليومية بدلا من حماس. كما ينص الاتفاق على منح قادة حماس عفوا في حال وافقوا على تسليم أسلحتهم.
أما المرحلة الأولى، فتتطلب استمرار وقف إطلاق النار وتسليم حماس رفات الرهائن المتبقين في غزة.
وفي ما يتعلق باتفاقيات السلام التي ساهم بومبيو في صياغتها عام 2020، قال الوزير الأسبق إن “توسيعها يجب أن يظل أولوية لكل من يعمل في المنطقة”، مشيرا إلى أن “أكبر التجمعات السكانية المسلمة في العالم ليست في الشرق الأوسط بل في آسيا”.
ورأى أن التقدّم في العلاقات السعودية–الإسرائيلية يعتمد على ضبط النفس من جانب إسرائيل: “على السعوديين أن يتأكدوا من أن إسرائيل لن تقدم على توسع إضافي… وهذا على الأرجح هو العنصر الأهم بالنسبة إليهم”.
وفي حديثه عن سوريا، قال بومبيو إن الرئيس أحمد الشرع “بدأ بإعادة تقديم سوريا على الساحة الدولية”، واعتبر اعتراف المجتمع الدولي به “انتكاسة ضخمة لإيران”.
وأضاف أن الدور الأميركي في سوريا سيكون “سياسيا في معظمه”، متوقعا أن “يتبعه انخراط كبير من القطاع الخاص الأميركي”.