السبت _23 _أغسطس _2025AH

يصل وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إلى بكين، غدا الأحد، وسط فتور بالعلاقات الثنائية وآمال ضئيلة في تحقيق انفراجة فيما يتعلق بقائمة طويلة من الخلافات بين أكبر اقتصادين في العالم.

وبعد تأجيل الزيارة، في فبراير، بسبب تحليق ما يشتبه بأنه منطاد تجسس صيني في المجال الجوي للولايات المتحدة، سيكون بلينكن أكبر مسؤول حكومي أميركي يزور الصين منذ تولى الرئيس، جو بايدن، منصبه، في يناير من عام 2021. كما ستكون زيارته الأولى لوزير خارجية أميركي، منذ خمس سنوات.

وخلال الزيارة المرتقبة التي تستمر على مدى يومين، من المتوقع أن يلتقي بلينكن بوزير الخارجية الصيني، تشين غانغ، وكبير الدبلوماسيين الصينيين، وانغ يي، وربما الرئيس، شي جين بينغ، وأن يعمل على إنشاء قنوات اتصال مفتوحة ودائمة لضمان عدم تحول المنافسة الاستراتيجية بين البلدين إلى صراع.

وتدهورت العلاقات بين البلدين في شتى المجالات مما أثار مخاوف من احتمال اشتباكهما عسكريا يوما ما بسبب جزيرة تايوان المتمتعة بالحكم الذاتي والتي تقول الصين إنها تابعة لها، كما أنهما على خلاف حول قضايا منها التجارة وجهود الولايات المتحدة لكبح صناعة أشباه الموصلات في الصين وسجل بكين في مجال حقوق الإنسان.

ومما يثير القلق بشكل خاص بالنسبة لجيران الصين هو إحجامها عن المشاركة في محادثات منتظمة بين جيشها والجيش الأميركي، على الرغم من محاولات واشنطن المتكررة في هذا الصدد.

وفي حديثه في مؤتمر صحفي، أمس الجمعة، قبل مغادرته إلى بكين، قال بلينكن إن للرحلة ثلاثة أهداف رئيسية هي، إنشاء آليات لإدارة الأزمات وتعزيز مصالح الولايات المتحدة وحلفائها والتحدث مباشرة عن المخاوف ذات الصلة، واستكشاف مجالات التعاون المحتمل.

لكن مسؤولين أميركيين، استعرضوا برنامج الزيارة في إفادة عبر الهاتف قبل أيام، قللوا من توقعات إحراز تقدم يذكر. وفي حين أن الهدف الرئيسي لبلينكن سيكون إجراء مناقشات “صريحة ومباشرة وبناءة”، قال المسؤولون إن من غير المحتمل حدوث انفراجة في أي من القضايا الرئيسية.

وأكد مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، الجمعة، أن الولايات المتحدة لا تتوقع أي انفراج في العلاقات مع الصين خلال زيارة وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، إلى بكين.

وأوضح سوليفان أن الحدث الدبلوماسي الأكثر أهمية للولايات المتحدة هو زيارة رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، إلى واشنطن، الأسبوع المقبل. 

وذكر سوليفان في إفادة صحفية في طوكيو اليابانية، حيث التقى بنظراء من اليابان وكوريا الجنوبية والفلبين، أن بلينكن سوف يفسر السياسة الأميركية خلال زيارته للصين، حيث تنتهج الولايات المتحدة “دبلوماسية نشطة” لإدارة التوتر بين أكبر اقتصادين في العالم.

وسيسافر بلينكن إلى بكين، يومي 18 و19 يونيو، بينما يتوجه مودي إلى واشنطن، في 22 يونيو.

ويظهر وزير الخارجية الأميركي، بزيارته للصين نهاية هذا الأسبوع، طموحا لاستئناف الحوار مع بكين، لكن الولايات المتحدة لا تتوقع حدوث تغييرات عميقة، وفقا لوكالة “فرانس برس”.

بالنسبة إلى واشنطن، يتعلق الأمر قبل كل شيء باستعادة خطوط الاتصال المباشر مع بكين و”إدارة” التوترات من أجل تجنب مواجهة “عرضية” بعد أشهر من الاضطرابات منذ حادث المنطاد، في فبراير الماضي.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر: “سيلتقي بلينكن مسؤولين بارزين في جمهورية الصين الشعبية حيث سيناقش أهمية الحفاظ على خطوط اتصال مفتوحة لإدارة العلاقات بين الولايات المتحدة والصين بشكل مسؤول”.

من جهته، شدد كورت كامبل، وهو مسؤول أميركي آخر، على أن الرحلة لا تمثل “نقطة تحول استراتيجية”، مضيفا “لن نتخلى عن حذرنا فيما يتعلق بمصالحنا أو قيمنا أو نتوقف عن سعينا للحصول على ميزة تنافسية مستدامة”.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version