درب علماء برنامج ذكاء اصطناعي على اكتشاف العلامات المبكرة الكامنة لمرض باركنسون قبل سنوات من بداية ظهور الأعراض على الجسم، وفق دراسة نشرت بمجلة الجمعية الكيميائية الأميركية.
ويطلق على البرنامج “CRANK-MS” ويمكن تشغيله على جهاز كمبيوتر محمول، ويقوم برصد الهزات والحركات البطيئة في الجسم وتحليل ما يقع في الشبكة العصبية ما يساعد في التنبؤ بالمرض.
ودرب البرنامج باستعمال بيانات من عينات بلازما الدم التي تم جمعها كجزء من دراسة أوروبية إسبانية سابقة حول التغذية ودراسة السرطان، مع التركيز على 39 مريضا أصيبوا بمرض باركنسون في غضون 15 عاما من مشاركتهم في الدراسة.
وقارن العلماء بيانات المرضى مع أخرى من 39 شخصا لم يصابوا بالمرض، ما مكنهم من تحديد علامات ذات أهمية محتملة.
ورصد الفريق لدى الأشخاص الذين أصيبوا بمرض باركنسون انخفاض في مستوى “ترايتيربينويدات” في الدم، وهو حمض يضبط الضغط في الجسم.
وبفضل كمية البيانات الكبيرة التي زود بها البرنامج، كان “CRANK-MS” قادرا على اكتشاف خطر الإصابة بمرض باركنسون بدقة تصل إلى 96 في المئة.
وفي ظل النتائج الواعدة بخصوص مرض باركنسون، يأمل العلماء أن يساهم برنامج الذكاء الاصطناعي هذا في الكشف عن المزيد من الأمراض من خلال عينات الدم.
ويقول الكيميائي ويليام دونالد، من جامعة نيو ساوث ويلز، إن التعلم الآلي للبرنامج مكن من تحديد العلامات الكيميائية الأكثر أهمية في التنبؤ بدقة بمن سيصاب بمرض باركنسون في المستقبل.
وتعرف منظمة الصحة العالمية باركنسون على أنه حالة تنكسية في الدماغ ترتبط بأعراض حركية (الحركة البطيئة والرعشة والتصلب وعدم التوازن) إضافة إلى مضاعفات أخرى، بما في ذلك الضعف الإدراكي واضطرابات الصحة العقلية واضطرابات النوم والألم والاضطرابات الحسية.
وأظهرت التقديرات العالمية في عام 2019 أن هناك أكثر من 8.5 ملايين شخص يعانون من مرض باركنسون.