وفي مقابلة حصرية مع القناة، تحدث إياد أبو رمضان، رئيس غرفة التجارة في غزة، عن ما سماه “رؤية التكنوقراط” — وهي مجموعة من الأكاديميين والمهندسين والعاملين في المجال الإنساني — موضحًا أنها لا تسعى إلى الحكم أو الحلول محل أي سلطة، بل تهدف إلى تقديم المشورة وصنع القرار والمساعدة في إعادة إعمار شاملة للقطاع.
وقال أبو رمضان: “نحن لا نرغب في أن نكون بديلاً عن أي حكومة، بل نطمح لأن تكون في غزة قيادة ديمقراطية تتيح تداولاً سلمياً للسلطة في إطار وطني فلسطيني جامع. هدفنا هو مساعدة الجهات التي ستدير غزة في اتخاذ قرارات صحيحة”.
وأشار إلى أن الرؤية التي تطرحها المجموعة تتضمن حرية الحركة عبر المعابر، وإعادة تأهيل الجامعات وربطها بمؤسسات التعليم العالمية، وتشجيع الشباب على العمل والمشاركة في إعادة بناء غزة.
وأضاف أن الهدف هو إنهاء معاناة السكان الذين يعيشون في خيام وظروف قاسية، مؤكداً أن “التهديد الحقيقي لغزة مصدره إسرائيل وليس العكس”، قائلاً: “غزة لا تشكّل خطراً على إسرائيل، فليس لدينا جيوش ولا سلاح نووي، بينما لدى إسرائيل الاثنين معاً”.
ورداً على سؤال حول حماس، قال أبو رمضان: “لا أرى أن حماس تقوّي نفسها، فكيف يمكنها ذلك في ظل هذا الحصار الخانق؟ لكن إن لم يتم الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق — فتح المعابر وعودة الحياة الطبيعية — فقد تعود حماس لاستعادة نفوذها”.
وأضاف أن استمرار الحصار هو ما يغذي العنف، داعياً إلى “كسر هذه الدائرة عبر حرية الحركة، وتوفير فرص العمل الكريمة للشباب”.
كما كشف أبو رمضان أن مجموعته أرسلت رسالة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد وقف إطلاق النار، شكرت فيها واشنطن على جهودها لإنهاء الحرب، ودعته إلى زيارة غزة.
وجاء في نص الرسالة: “المهمة التي أمامنا هائلة. إعادة إعمار غزة يجب أن تتجاوز إعادة بناء المباني، وتشمل الخدمات الأساسية في مجالات الصحة والتعليم والمياه والصرف الصحي، وإحياء سبل العيش وتعزيز الحماية الاجتماعية، والانتقال من الإغاثة الطارئة إلى تعافٍ مستدام.”
وأكدت الرسالة أن القطاع يجب أن يكون تحت إدارة فلسطينية، وأن “الانتعاش لن ينجح إذا أُدير من أجلنا وليس معنا”، داعية إلى إنشاء آلية تضمن العدالة والمساءلة ودوراً فعلياً للفلسطينيين في صياغة مستقبلهم.
واختتم أبو رمضان والموقعون رسالتهم بدعوة مباشرة إلى ترامب: “سيكون شرفاً عظيماً لنا أن تزور غزة بنفسك لترى صمود شعبنا والنهضة التي ساعدت قيادتك في تحقيقها. زيارتك ستجسد انتصار السلام على الحرب وتذكّر العالم بأن التعافي القائم على الكرامة والعدالة هو الطريق الوحيد نحو الاستقرار الدائم.”