جدد وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، الدعوة إلى “هجرة” الفلسطينيين من قطاع غزة بغض النظر عن رأي الولايات المتحدة التي دانت صدور مثل هذه المواقف.
وكتب بن غفير، ليل الثلاثاء، عبر منصة أكس “الولايات المتحدة هي أفضل أصدقائنا، لكننا سنقوم قبل كل شيء بما هو لصالح دولة إسرائيل: هجرة مئات الآلاف من غزة ستسمح للسكان في الغلاف (البلدات الإسرائيلية القريبة من حدود القطاع) بالعودة إلى منازلهم والعيش بأمان وستحمي جنود” الجيش الإسرائيلي.
وأتى موقف بن غفير بعيد انتقاد وزارة الخارجية الأميركية تصريحات سابقة له ولزميله وزير المال، بتسلئيل سموتريتش، تدعو لنقل سكان غزة إلى خارج القطاع الفلسطيني.
وقال الناطق باسم الخارجية، ماثيو ميلر، في بيان إن “الولايات المتحدة ترفض التصريحات الأخيرة للوزيرين”، معتبرا أنها “تحريضية وغير مسؤولة”.
وأوضح أن “الحكومة الإسرائيلية، بما في ذلك رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، أبلغتنا مرارا أن هذه التصريحات لا تعكس موقف الحكومة الإسرائيلية”، مؤكدا أن واشنطن تعتبر “غزة أرضا فلسطينية وستبقى أرضا فلسطينية”.
وكان بن غفير قال، الاثنين، إن “الترويج لحل يشجع على هجرة سكان غزة ضروري. إنه حل صحيح وعادل وأخلاقي وإنساني”، معتبرا أن خروج الفلسطينيين من قطاع غزة من شأنه أن يفتح أيضا الطريق أمام إعادة إنشاء مستوطنات يهودية.
وأتى ذلك غداة دعوة سموتريتش إلى عودة المستوطنين اليهود إلى القطاع بعد نهاية الحرب بين إسرائيل وحركة حماس التي اندلعت في السابع من أكتوبر.
وسحبت إسرائيل عام 2005 جيشها ونحو ثمانية آلاف مستوطن من قطاع غزة الذي كانت تحتله منذ حرب عام 1967.
وبحسب الأمم المتحدة، اضطر نحو 1,9 مليون شخص من إجمالي سكان غزة البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة، إلى النزوح من المناطق الشمالية والوسطى نحو الجنوب بسبب الحرب الراهنة.
ويعتبر طرد المدنيين في أوقات النزاع أو دفعهم للمغادرة قسرا عبر خلق ظروف غير صالحة للعيش جريمة حرب.
واندلعت الحرب بعد هجوم مباغت شنته الحركة على جنوب إسرائيل، أدى لمقتل نحو 1140 شخصا غالبيتهم من المدنيين، وبينهم نساء وأطفال، وفقا لتعداد وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية، إضافة إلى اختطاف نحو 240 ونقلهم إلى غزة.
وتعهدت إسرائيل “القضاء” على حماس. وتنفذ عمليات قصف مكثف في القطاع المحاصر، وبدأت منذ 27 أكتوبر هجوما بريا واسعا.
وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة الذي تديره حماس، الأربعاء، إن 22313 فلسطينيا قتلوا وأصيب 57296 في الغارات الإسرائيلية على غزة منذ السابع من أكتوبر، معظمهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال.
