السبت _15 _نوفمبر _2025AH

تعود بدايات العلاقة بين الجانبين إلى حرب دارفور مطلع الألفية. ففي عام 2003 كان البرهان يشغل مواقع قيادية في القوات المسلحة العاملة هناك، بينما كانت قوات دقلو—التي تطورت لاحقا إلى “الدعم السريع”—تشارك في العمليات العسكرية ضد حركات مسلحة.

ومنذ ذلك الوقت تبلورت علاقة ميدانية بينهما، استمرت بطرق مختلفة خلال سنوات حكم الرئيس السابق عمر البشير.

وبعد سقوط البشير عام 2019، وجد الطرفان نفسيهما في قلب المجلس العسكري الانتقالي. وخلال تلك المرحلة، وقع فضّ اعتصام القيادة العامة، في ظل إدارة أمنية مشتركة للمجلس العسكري الذي كان البرهان رئيسه ودقلو نائبه.

ورغم الضغوط المحلية والدولية للمطالبة بانتقالٍ مدني كامل، حافظ الطرفان على تفاهم هشّ داخل السلطة، قبل أن يبرزا طرفين رئيسيين في انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر 2021، الذي أطاح بالحكومة المدنية برئاسة عبد الله حمدوك، وفتح الباب أمام إعادة تموضع القوى العسكرية وإقصاء المكوّن المدني من المشهد.

لكن هذا التفاهم لم يدم طويلاً. في ظل قرارت البرهان التي أعادت سطوة التيارات المتطرفة وعاد نفوذ هذه التيارات داخل الجيش ففي أبريل 2023 انفجر الصراع المسلح بين الجيش والدعم السريع، بعد تعثّر ملف دمج قوات دقلو داخل المؤسسة العسكرية.

اليوم، وبعد مرور عامين على الحرب، انهار التحالف القديم تمامًا، وتحولت الشراكة بين البرهان ودقلو إلى عداء مفتوح، يدفع السودان نحو واحدة من أسوأ أزماته الإنسانية.

صراع تتداخل فيه الحسابات الشخصية بتدخلات خارجية، بينما يواصل البرهان رفض فرص التسوية السياسية، وتتقلص معها آمال السودانيين في نهاية وشيكة لهذا النزاع المدمّر.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version