ومساء الجمعة، تبنى المجلس بأغلبية 11 صوتا قرارا مؤيدا لخطة الحكم الذاتي لإنهاء الصراع المستمر منذ نصف قرن، مجددا في الوقت نفسه ولاية بعثة “المينورسو” لمدة عام إضافي.
واعتبر مجلس الأمن، أن منح الصحراء حكما ذاتيا حقيقيا تحت السيادة المغربية “قد يكون الحل الأكثر جدوى” لإنهاء النزاع، داعيا جميع الأطراف إلى الانخراط في مفاوضات بناء على المقترح المغربي الذي حظي بتأييد حوالي 120 عضوا في الأمم المتحدة.
وحظي القرار الذي قدمته الولايات المتحدة بتأييد 11 عضوا، بينما امتنعت ثلاث دول عن التصويت، ولم تشارك دولة واحدة.
وبعد صدور القرار، رحب العاهل المغربي الملك محمد السادس بتأييد مجلس الأمن الدولي لخطة الحكم الذاتي لحل النزاع الصحراء المغربية.
وقال العاهل المغربي، في خطاب بهذه المناسبة: “بعد 50 سنة من التضحيات، نحن نبدأ بعون الله وتوفيقه فتحا جديدا في مسار ترسيخ مغربية الصحراء، والطي النهائي لهذا النزاع المفتعل في إطار حل توافقي على أساس مبادرة الحكم الذاتي”.
وأضاف العاهل المغربي: “إننا نعيش اليوم مرحلة فاصلة، ومنعطفا حاسما في تاريخ المغرب الحديث، فهناك ما قبل 31 أكتوبر 2025 وهناك ما بعده”.
وشدد على أنه “حان الوقت للمغرب الموحد من طنجة إلى الكويرة الذي لن يتطاول أحد على حقوقه وعلى حدوده التاريخية”.
وأكد الخبراء الذين تحدثوا لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن الدبلوماسية الملكية للعاهل المغربي هي التي مكنت من إقناع القوى العالمية، خاصة فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي، بضرورة وضع حد لهذا المشكل الذي عمر طويلا وفقا للخطة المغربية.
وفي هذا السياق، قال أستاذ العلاقات الدولية، محمد نشطاوي، أن “رؤية الملك الاستراتيجية والهادئة، والقوة الناعمة للدبلوماسية المغربية إقليميا ودوليا مكنتا من التأسيس لمرحلة جديدة للقضية”.
وأضاف الخبير في تصريح لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن “حنكة العاهل المغربي هي التي كان لها الفضل في تأكيد مغربية الصحراء، والضغط على كل الدول بما فيها إسبانيا، وفرنسا، وألمانيا للانخراط في هذه المبادرة التي ستنصف المغرب”.
وأكد نشطاوي، أن الملك محمد السادس “خص الأقاليم الجنوبية بعناية خاصة من أجل تأهيلها، وأطلق فيها الكثير من المشاريع الاستراتيجية، للعمل على إبراز أنه لا فرق بين الأقاليم الجنوبية أو الشمالية”.
وأشاد المحلل ذاته، بفتح العاهل المغربي الباب أمام سكان المخيمات في تندوف للعودة إلى وطنهم الأم تحت شعار “إن الله غفور رحيم”، مشيرا إلى أن هذه فرصة أمام الجزائر لطي خلافات الماضي، وبدء صفحة جديدة من التعاون لبناء المغرب العربي.
ومن جهته، يرى خبير العلاقات الدولية عباس الوردي، أن “نجاح الدبلوماسية الملكية في إقناع يقارب 120 دولة بمشروعية وحجية خطة الحكم الذاتي يترسخ الآن على أرض الواقع”.
وأوضح أن المغرب، عبر دبلوماسيته الملكية، أطلق العديد من المبادرات على المستوى القاري والعالمي لخلق بنية مواكبة لإبراز الحق، والإيمان بالشرعية الدولية، والانخراط، إلى جانب الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، في تدبير هذا النزاع المفتعل المستمر منذ أزيد من 50 سنة.
وأكد الوردي في حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن اعتبار العاهل المغربي لقضية الصحراء كمعيار لإقامة العلاقات مع الدول، “أتت أكلها”.
وأوضح الوردي أن دعم مجلس الأمن الدولي لمبادرة الحكم الذاتي “دليل على رفعة مكانة المغرب على مستوى المنتظم الدولي، وعلى إيمان المنظومة العالمية بضرورة طي هذا النزاع وفقا للخطة المغربية”.
وفي ذات السياق، قال خبير العلاقات الدولية, لحسن أقرطيط لموقع “سكاي نيوز عربية”:”إن قرار مجلس الأمن التاريخي بخصوص مغربية الصحراء قرار تاريخي”، معتبرا إياه “تحصيل حاصل لدينامية سياسية ودبلوماسية غير مسبوقة سهرت عليها الدبلوماسية المغربية، خلال السنوات الأخيرة، بفضل الرؤية والفكر السياسي اللذين أشرف الملك محمد السادس على بلورتهما”.
