وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان إنها تتابع “بكل جدية” الوضع في السودان، وتجري “اتصالات مباشرة مع طرفي الصراع لتسهيل إبرام هدنة إنسانية”، مؤكدة أن الحاجة “ملحة لاحتواء العنف وإنهاء معاناة الشعب السوداني”.
مسؤول رفيع في البيت الأبيض صرّح لـ”سكاي نيوز عربية” بأن واشنطن “تشارك بكل ثقلها في الجهود الرامية لتحقيق حل سلمي للنزاع”، وأن إدارة الرئيس دونالد ترامب تعمل مع شركائها في الرباعية الدولية — التي تضم السعودية والإمارات ومصر وبريطانيا — على “معالجة الأزمة الإنسانية والتحديات السياسية على المدى الطويل”.
انتقادات داخلية وتبدّل في المقاربة الأميركية
وفي مقابلة مع برنامج “التاسعة” على قناة “سكاي نيوز عربية”، أوضح أستاذ العلاقات الدولية بجامعة جورج تاون، إدموند غريب، أن اهتمام واشنطن بالملف السوداني ظل “متراجعا خلال السنوات الماضية”، قائلا: “الولايات المتحدة لم تُظهر الكثير من الاهتمام بالقضايا الإفريقية عموما، وليس فقط بالسودان، وهناك أصوات داخل الكونغرس تنتقد هذا النهج وتقول إن الإدارة لم تفعل ما يكفي للضغط على شركائها في المنطقة لوقف الحرب”.
وأشار غريب إلى أن الانتقادات لم تقتصر على الساحة السياسية، بل شملت أيضا منظمات إفريقية-أميركية اتهمت الإدارة بـ”المعايير المزدوجة”، مضيفا: “الآن بدأنا نرى اهتماماً أكبر. هناك خطة أميركية بالتعاون مع دول الرباعية للتوصل إلى هدنة تمتد تسعة أشهر، تمهيداً لعملية انتقال سياسي شاملة”.
ضغوط محدودة وتحديات معقّدة
لكن غريب يرى أن التحرك الأميركي، رغم أهميته، “ما يزال في بدايته”، مشددا على أن التحديات أمام واشنطن كبيرة بسبب انشغالها بملفات أخرى مثل أوكرانيا وغزة والصين.
وقال: “بدأت الإدارة تمارس ضغوطاً دبلوماسية أكبر، لكن من المبكر القول إن هذه الجهود ستنجح، فالخلافات داخل السودان عميقة”.
وحول الأسباب التي تدفع الجيش السوداني لرفض الهدنة، أشار غريب إلى وجود انقسامات داخل الحكومة السودانية، قائلا: “هناك تيارات مختلفة داخل السلطة، بعضها يرى أن وقف الحرب الآن ليس في مصلحته”.
كما أشار أيضا إلى أن بعض الأصوات في واشنطن ترى أن التراخي الأميركي يفتح المجال أمام روسيا والصين لتعزيز نفوذهما في إفريقيا، ما دفع الإدارة إلى “محاولة استعادة زمام المبادرة في الملف السوداني قبل فوات الأوان”.
بين الحرب والسلام.. الرهان على الدبلوماسية
وبينما يواصل الطرفان تبادل الاتهامات وتصعيد العمليات العسكرية، يظل مصير السودان معلقا على قدرة واشنطن وشركائها على تحويل الوعود إلى خطوات عملية.
ويختتم غريب حديثه قائلا: “من غير المتوقع أن تحل الأزمة بين ليلة وضحاها، لكن إذا واصلت واشنطن تحركها بالتنسيق مع القوى الإقليمية، فقد نرى بداية لمسار جديد يوقف نزيف الحرب ويفتح باب الحل السياسي”.
