الأربعاء 18 جمادى الأولى 1446هـ

يقول محرر شؤون الدفاع والشؤون الخارجية بصحيفة “تلغراف” البريطانية كون كوغلين إن الضربة القوية التي وجهتها إسرائيل للحرس الثوري الإيراني ووكلائه في سوريا كشفت عن “ضعف قادة طهران المخادعين” حسب قوله.

بدأ كوغلين مقاله بتبرير الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق في الأول من أبريل/نيسان الجاري، قائلا إن الهدف الأساسي لهذه القنصلية هو العمل كمركز قيادة وتحكم لـ الحرس الثوري الإيراني، مما يمكن طهران من تشغيل شبكتها “الإرهابية” في جميع أنحاء الشرق الأوسط من قلب دمشق وفق قوله.

وزعم الكاتب أن هذه القنصلية ظلت تعمل منذ أن شنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) هجومها على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول كمركز قيادة إقليمي رئيسي، حيث ساعدت في الإشراف على أنشطة “محور المقاومة: حزب الله وحماس والحوثيين في اليمن الذين أكدوا التزامهم بتدمير إسرائيل”.

وقال إن الهجوم الإسرائيلي يجب أن يُنظر إليه في سياق حرب بالوكالة متصاعدة بين إيران وإسرائيل التي اشتدت في الأشهر الأخيرة، وزاد النشاط العسكري الإسرائيلي بشكل كبير منذ هجوم حماس، لأسباب ليس أقلها أن حزب الله والمليشيات الأخرى المدعومة من إيران استخدمت قواعدها في سوريا وجنوب لبنان لشن سلسلة من الهجمات الصاروخية ضد إسرائيل.

إسرائيل مقتنعة بأن إيران لن ترد مباشرة

وقال إن أحد الحسابات الرئيسية لإسرائيل في استعدادها لمهاجمة أهداف إيرانية في سوريا هو قناعتها بأن إيران ليس لديها رغبة كبيرة في مواجهة مباشرة مع إسرائيل، وتفضل استخدام وكلائها، للقيام بذلك.

وأضاف الكاتب أن المؤكد أن المخاوف من أن إيران ربما تندفع “أخيرا” إلى الانتقام، بعد أن حذر مسؤولون كبار في الحرس الثوري الإيراني من أن الإجراء الإسرائيلي لن يمر دون إجابة، حتمت على إسرائيل إلغاء الإجازات لجميع الوحدات القتالية وحشد المزيد من جنود الاحتياط لوحدات الدفاع الجوي.

إيران لم تنتقم من مقتل سليماني

ومع ذلك، يقول كوغلين، فإن مدى رغبة إيران في تصعيد التوترات في المنطقة هو نقطة خلافية. ففي المرة الأخيرة التي عانى فيها الحرس الثوري الإيراني من نكسة كبيرة، عندما اغتالت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب القائد السابق لفيلق القدس، قاسم سليماني في 2020، تعهد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي “بالانتقام الشديد” ردا على ذلك، لكن في النهاية لم ينفذ المرشد تهديده.

وبالمثل، يؤكد الكاتب، أن إيران ستكون حذرة من التورط في مواجهة عسكرية مباشرة، لأسباب ليس أقلها أن الإسرائيليين أوضحوا تماما أنه في حالة وقوع هجوم إيراني، فإنها سترد بتدمير البنية التحتية لحزب الله في جنوب لبنان وسوريا، تماما كما تفعل مع “حماس” في غزة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version