الأربعاء 18 جمادى الأولى 1446هـ

قالت صحيفة غارديان البريطانية إن سعي الحكومة الإسرائيلية لتفعيل قانون الجزيرة يظهر أن تقييد تدفق الأخبار المتعلقة بغزة إلى إسرائيل وإلى العالم، هو الطريقة الوحيدة التي تمكّن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من البقاء سياسيا، بعد تصاعد الضغوط الدولية واستمرار الرأي العام الداخلي في التحول في اتجاه أكثر انتقادا له.

وذكّرت الصحيفة بأن الكنيست الإسرائيلي وافق في الأول من أبريل/نيسان على ما يسمى “قانون الجزيرة” الذي يمنح وزير الاتصالات سلطة إغلاق وسائل الإعلام الأجنبية التي تعتبرها تل أبيب مخاطر أمنية، مع وضع قناة الجزيرة على وجه الخصوص في مرمى هذا القانون.

وقال وزير الاتصالات شلومو كارهي: “جلبنا أداة فعالة وسريعة للعمل ضد أولئك الذين يستخدمون حرية الصحافة للإضرار بأمن إسرائيل وجنود جيش إسرائيل، والتحريض على الإرهاب في زمن الحرب”، وصرح نتنياهو بأنه يعتزم “التصرف فورا وفقا للقانون الجديد”.

يجب أن نسمع

ورأى إيتان نشين -في مقاله بالصحيفة- أن القانون مثير للقلق لأنه بمثابة تحذير لوسائل الإعلام التي تنتقد الحكومة، وقد زاد من احتمال إغلاق المنصات المعارضة لها أو معاقبتها، إذ إن وزير الاتصالات أصدر في السابق تهديدات لكل من صحيفة هآرتس الليبرالية وإذاعة كان العامة الإسرائيلية.

ومع أن إيتان نشين لا ينفي مشروعية بعض الانتقادات التي قد توجه لقناة الجزيرة، فإنه أكد أن صحفييها من بين المراسلين الدوليين القلائل في قطاع غزة المحاصر، وأن الصور التي يلتقطونها والأصوات التي يبثونها تعتبر حاسمة بالنسبة للعالم وللإسرائيليين أيضا، لفهم حجم الدمار في غزة، مشيرا إلى ضرورة أن نسمع سكان غزة يتحدثون بأصواتهم، سواء كانوا إيجابيين أو منتقدين لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وذكّر الكاتب بوجود العديد من الصحفيين والنقاد والمحللين داخل وسائل الإعلام الإسرائيلية، الذين يعملون جاهدين لحجب الحقيقة بشأن الكارثة العسكرية والإنسانية.

واقع مكشوف

ومع تصاعد الانتقادات الدولية لإسرائيل، يعمل مؤيدو النظام جاهدين على خلق واقع بديل؛ حيث يتم تصوير إسرائيل على أنها منتصرة، ويُنظر إلى غزة على أنها ملاذ للإرهابيين حصريا.

وتقوم القناة 14 بهذا الدور، لأنها معقل مهم لكل من نتنياهو واليمين المتطرف، وتشتهر بمزجها بين الدعاية والخطاب المتطرف والهجمات على منتقدي الحكومة، حسب الكاتب.

ورغم تسليط الحكومة ووسائل الإعلام الضوء على الحرب، فإن الواقع الحقيقي انكشف، إذ لم يعد المجتمع الإسرائيلي يثق بحكومته ولا بقدرتها على الحفاظ على سلامته، في الوقت الذي يُتهم فيه نتنياهو باستمرار بعرقلة صفقة المحتجزين في غزة من أجل بقائه السياسي الشخصي.

وبالفعل بدأت حقيقة ما يحدث في غزة تظهر ببطء في المحادثات الأوسع. وتقول نوجا فريدمان، التي قُتل شريكها في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وهي تتحدث في مظاهرة في القدس: “من المهم بالنسبة لي أن أقول بصوت عال هنا إن الدمار والفقر والجوع في غزة أمر مروع. من الخطأ أن نفتخر بالانهيار الأخلاقي الذي يحتفل بالدم والدم والمزيد من الدم، في دورة لا نهاية لها من الانتقام”.

وخلص الكاتب إيتان نشين إلى أن العديد من الإسرائيليين قد لا يدركون حجم الدمار في غزة بشكل كامل حتى الآن، ولكنهم يدركون على نحو متزايد أن الحرب تسبب الدمار للمجتمع الإسرائيلي، وتؤدي إلى المزيد من العزلة السياسية مع تضاؤل فرصة إعادة المحتجزين المتبقين.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version