الأحد _20 _يوليو _2025AH

تكشف الأدوات التقليدية عن مهارة الإنسان في تطويع موارده الطبيعية لتلبية احتياجاته اليومية، بعيدًا عن مظاهر الترف، وقريبًا من نبض الحياة البسيطة التي عاشها الأجداد، إذ جزءًا أصيلًا من التراث المادي، ونافذةً تنفتح منها الأجيال على أنماط الحياة القديمة.

وتحمل أبسط الأدوات المنزلية بين تفاصيلها قيمةً تاريخيةً كبيرة؛ إذ توثّق مستوى التصنيع المحلي، وتعكس العلاقة الوثيقة بين الإنسان وبيئته.

في الزراعة التقليدية، مثَّل المنخل الخشبي أداةً جوهريةً لفصل الشوائب عن الحبوب، بفضل تصميمه المتين من الخشب وشبكته الليفية المقاومة للرطوبة وحرارة الصحاري، وظلّ مستخدمًا حتى مطلع السبعينيات في بعض القرى السعودية.

برزت “أباريق الغضّار” المطلية بالمينا، في ظل انفتاح منطقة الخليج على التجارة العالمية في القرن التاسع عشر، وجمعت “أباريق الغضّار” المتانة وجمال الزخرفة وسهولة التنظيف، وتصدّرت المجالس الشعبية لتغدو اليوم رموزًا تراثية تحكي دفء اللقاءات القديمة.

وقبل الكهرباء، كانت كاوية الفحم المصنوعة من حديد الزهر الحل العملي لكيّ الأقمشة الثقيلة، إذ تُسخَّن بداخلها الجمرات لتنقل الحرارة إلى القاعدة، مما يمنح الملابس مظهرًا أنيقًا رغم ثقل الأداة، التي تُصنّف اليوم تحفة صناعية تجمع بين البساطة والدقة.

كما لعبت النخلة دورًا مهمًا يتجاوز الغذاء، إذ استُخدم خوصها في صناعة السلال والحُصر التي وفّرت مصدر دخل موسميًا للأسر، ورسّخت حِرفة اجتماعية متوارثة تُجسد عمق الترابط بين الإنسان والبيئة.

وصُنعت “القِرعة” ومن ثمار القرع الجاف، والتي استُخدمت لحفظ الماء أو اللبن البارد، بفضل خصائصها المسامية التي تعزز التبخّر الطبيعي، وغالبًا ما كانت تُعلّق عند مداخل البيوت، لتوفّر الماء العذب للمارّة في مشهد إنساني أصيل.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version