تُعد صناعة الجلود في نجران من أبرز الحرف التقليدية التي تجسد الموروث التراثي الأصيل للمنطقة، وتعكس مهارة الحرفيين وإبداعهم في تحويل الخامات الطبيعية إلى منتجات متقنة تُنافس بجودتها وجمالها في المحافل التراثية والثقافية.
وتمثل صناعة الجلود أحد الرموز البارزة في التراث الشعبي بمنطقة نجران، إذ أسهمت في الحفاظ على الهوية الحرفية الأصيلة التي توارثها الأبناء عن الآباء عبر الأجيال.
وتدخل الجلود في صناعة العديد من المنتجات التراثية التي تشتهر بها المنطقة، من أبرزها استخدامها في صناعة مستلزمات الجنابي (الخناجر النجرانية) وأحزمتها وأغمدتها الفاخرة، والميازب التي تُستخدم لحمل الطفل المولود، والمشاريب المخصصة لحفظ المياه التي تتميز بقدرتها على تبريدها بشكل طبيعي، إضافة إلى القطوف وهي أوعية تستخدم لحمل وتخزين القهوة، والعصم وهي أوعية لتخزين الدقيق (الطحين)، وعدد من المستلزمات الأخرى مثل المزادة وهي وعاء لحفظ الطعام والأمتعة، وغيرها من الأدوات الجلدية التي تجمع الأصالة والفائدة العملية.
قال أحد الحرفيين في صناعة الجلود بسوق نجران الشعبي يحيى عائض إن عملية صناعة الجلود بنجران تمر بعدة مراحل دقيقة ومتقنة، تبدأ بجمع جلود الحيوانات مثل الأبقار والإبل والماعز، ثم تنظيفها بعناية وإزالة الشعر منها، لتنتقل بعد ذلك إلى عمليات التحليل والدباغة والتجفيف، وبعد اكتمال هذه المراحل تُقطّع الجلود وتُشكّل وفق تصاميم متنوعة تعكس الذوق التراثي النجراني وتلبي احتياجات الاستخدام المعاصر.
وأشار إلى أن المنتجات الجلدية النجرانية، شهدت انتشارًا واسعًا داخل المنطقة وخارجها لما تمتاز به من جودة عالية ومتانة وجمال في الصنع، مما جعلها تحظى بإقبال متزايد من المهتمين بالمنتجات التراثية والمقتنيات الحرفية، مما يبرزها بصفتها إحدى الركائز المهمة في دعم الصناعات اليدوية الوطنية وتعزيز مكانة التراث السعودي الأصيل في مختلف المحافل المحلية والدولية.
