الأثنين _22 _ديسمبر _2025AH

لفصل الشتاء طابعٌ مميز في منطقة القصيم، خصوصًا مع هطول الأمطار هذه الأيام التي أضافت رونقًا بديعًا، فيما تميّز أهالي المنطقة بأسلوبٍ فريدٍ في الملبس الشتوي، إلى جانب رحلاتهم البرية، والاجتماع حول شَبَّة النار، وإعداد وتناول الأكلات الشعبية.

ويُعَدُّ ارتداء “الفروة” مع دخول فصل المربَعانية واشتداد البرودة، أحد الألبسة الشتوية التراثية المرتبطة ببيئة المنطقة، والحاضرة في المشهد الاجتماعي لما تحمله من دلالاتٍ ثقافيةٍ تجسد هوية المجتمع وتجمع بين الدفء والطابع المحلي.

وتشكل “الفروة” قديمًا وسيلةً أساسيةً لمواجهة برودة الشتاء، لا سيما في البيئات المفتوحة، والرحلات البرية، ومجالات العمل اليومية، إذ وفّرت الدفء والحماية من الأجواء الباردة، إلى جانب بساطة تصميمها التي انسجمت مع طبيعة الحياة آنذاك.

وتتنوّع أشكال “الفروة” وفق الخامات المستخدمة في صناعتها؛ إذ يُستخدم صوف الأغنام لما يتميّز به من قدرةٍ عاليةٍ على حفظ الحرارة، إلى جانب أنواعٍ أخرى من الفرو الصناعي، مع اختلاف السماكة والوزن بحسب درجات البرودة وطبيعة الاستخدام.

وتتوزع ألوانها بين البني، والأسود، والبيج، والأبيض، المستوحاة من بيئة المنطقة، فيما تبرز في بعض الأنواع زخارف ونقوش تقليدية بسيطة تُزيّن الحواف أو الأكمام أو الياقة، لتعكس أذواق الأشخاص بين الماضي وتطورها في الحاضر، ومهارة وإبداع الصانع، واهتمامه بالتفاصيل.

وأشار عددٌ من المهتمين بالتراث الشعبي إلى أن “الفروة” تمثّل جزءًا مهمًّا من الموروث الثقافي، ولا تزال تحافظ على مكانتها في الاستخدام اليومي بما يعكس استمرار ارتباط المجتمع بالملابس التراثية، رغم تطوّر مظاهر الحياة اليومية.

ويتّضح هذا الاهتمام من خلال الإقبال المتزايد في الأسواق الشعبية ومحال الخياطة، مع تطور لافت في التصاميم وتنوّع الخامات التي تجذب فئة الشباب والأطفال الصغار وجمعت لهم الطابع التقليدي والمعاصر.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version