يسير المرشدون السياحيون الشباب في جازان بخطواتٍ واثقةٍ تعبِّر عن شغفهم بالمكان وحبّهم لاكتشافه، وهم يقودون الزوّار بين البحر والجبال والسهول، في رحلاتٍ تكشف تنوّع المنطقة الطبيعي والثقافي، وتُبرز مكانتها بصفتها أحد أبرز الوجهات السياحية في المملكة.
وتشهد مهنة الإرشاد السياحي في المنطقة حراكًا متناميًا يعكس تطوّر الوعي السياحي والاهتمام بتأهيل الكوادر الوطنية، من خلال برامج تدريبية ودورات متخصصة في مجالات السياحة والضيافة والتراث، أسهمت في إعداد جيلٍ جديدٍ من المرشدين المؤهلين الذين يجمعون بين المعرفة والخبرة الميدانية، ويقدّمون تجربةً سياحيةً تنبض بالاحتراف والشغف.
ويقود المرشدون الزوّارَ في جولاتٍ بحريةٍ تستحضر عراقة التاريخ وروائح البحر، حيث تتعانق العمارة الحجرية بنقوشها القديمة، مع زرقة الماء وسكون المرافئ، في مشهدٍ يروي قصة المكان والإنسان.
وتمضي الرحلات في جبال المنطقة عبر المدرجات الزراعية ومزارع البنّ السعودي والشلالات، لتكشف للزائر وجهًا آخر من جمال جازان الطبيعي وهدوئها الآسر، فيما تعكس الجولات الريفية في سهول تهامة دفءَ الأرض ومواسم الحصاد التي تمثل روح الحياة الجنوبية الأصيلة.
ويؤكد عددٌ من المرشدين أن رسالتهم تتجاوز التعريف بالمواقع السياحية إلى بناء علاقةٍ إنسانيةٍ بين الزائر والمكان، فكل رحلةٍ لديهم هي حكايةٌ جديدةٌ تُروى بلغة الانتماء، وصورةٌ تنبض بالتنوع الطبيعي والثقافي الذي يميز جازان.
ويمثّل المرشدون الشباب اليوم أحد أوجه التنمية السياحية في المنطقة، فهم الواجهة التي يرى من خلالها الزائر جمال جازان، وصوتها الذي يروي للعالم حكايتها المتفردة، في انسجامٍ تامٍ مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 التي تجعل من الإنسان محور التنمية، ومن السياحة جسرًا للحوار الثقافي بين الشعوب.

		