الثلاثاء 1 ذو القعدة 1446هـ

تحت رعاية الدكتور محمد المومني، وزير الاتصال الحكومي والناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، انطلقت اليوم في العاصمة عمّان فعاليات الملتقى الإقليمي للحوار ونبذ خطاب الكراهية، ضمن برنامج “زمالة الصحافة للحوار” لعام 2025، الذي ينظمه مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات (كايسيد) بالتعاون مع مركز الحياة – راصد.

استُهلت الفعالية بجلسة افتتاحية، ألقى خلالها الدكتور محمد المومني كلمة أكد فيها أن “الحوار ليس ترفًا فكريًا، بل ضرورة أخلاقية ووطنية ومهنية، وأداة من أدوات السلم المجتمعي”. وأوضح أن تبني مفاهيم الحوار في العمل الصحفي يعني تعزيز ثقافة الاستناد إلى المعلومات الموثوقة، وترسيخ مبدأ أن الخلاف لا يفسد الاحترام، وأن التنوع يعزز الانتماء بدلاً من تهديده. وخاطب المشاركين قائلاً: “أنتم، بصفتكم إعلاميين ومؤثرين، تحملون مسؤولية بناء ثقافة الحوار ومقاومة خطاب الكراهية، مستفيدين من هذه الفرصة لصقل مهاراتكم التقنية وتعزيز شبكات مهنية تقوم على الإيمان بأن الكلمة يجب أن تكون جسرًا لا خندقًا”.

من جانبه، أكد الدكتور عامر بني عامر، مدير مركز الحياة – راصد، أن الشراكة مع مركز )كايسيد( جاءت انسجامًا مع قيم العمل المشترك لمواجهة خطاب الكراهية وتعزيز التماسك المجتمعي. وأضاف أن اجتماع اليوم ضمن برنامج “زمالة الصحافة للحوار” يمثل استثمارًا حقيقيًا في مستقبل المنطقة، مشددًا على الحاجة الماسة إلى إعلام قادر على أن يكون منبرًا للعقل والاعتدال ومساحة لتقريب المسافات. وأوضح أن مركز راصد يؤمن بأن الكلمة الحرة والمسؤولة قادرة على رأب الانقسامات وتعزيز مجتمعات أكثر شمولية وعدالة، مشيرًا إلى أن الإعلام لا يقتصر على وصف الواقع، بل يسهم في إعادة تشكيله بروح الانفتاح والاحترام وقيم التعددية والمواطنة الحاضنة للاختلاف.

وفي كلمة أخرى، أشار الأستاذ وسيم حداد، مدير برامج المنطقة العربية في مركز (كايسيد،) إلى أن المركز يعمل من خلال الحوار لتعزيز السلام وبناء التماسك المجتمعي، مؤكدًا أن الإعلام شريك استراتيجي في هذا المسار. وأوضح أن برنامج “زمالة الصحافة للحوار” يسعى إلى توسيع مساحات المعرفة حول الحوار في الإعلام، ليكون الإعلام أداة فاعلة في نشر ثقافة قبول الآخر، والاحتفاء بالتنوع الثقافي في المنطقة باعتباره مصدرًا للثراء لا للصراع.

وعقب الجلسة الافتتاحية، انعقدت جلسة نقاشية بعنوان “التشريعات الإعلامية وتعزيز دور الإعلام في بناء السلام”، ركزت على أهمية تطوير الأطر القانونية المنظمة للعمل الإعلامي بما يدعم جهود بناء السلام ومواجهة خطاب الكراهية. كما تناولت الجلسة أهمية تعزيز التعاون بين الإعلاميين وصناع القرار والمؤسسات الدينية ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية لخلق بيئة داعمة للتعددية والمواطنة المشتركة.

وشارك في الجلسة عدد من النواب والإعلاميين والأكاديميين والخبراء، حيث عرضوا تجارب وممارسات ناجحة في تطوير السياسات الإعلامية الداعمة للحوار والسلام، واختتمت الجلسة بحوار مفتوح مع الحضور.

ويستمر برنامج “زمالة الصحافة للحوار” لمدة خمسة أيام، بمشاركة 23 إعلاميًا وإعلامية من 13 دولة عربية، ويشمل ورش عمل وجلسات تفاعلية تهدف إلى بناء قدرات الإعلاميين في مجالات نشر ثقافة الحوار ومكافحة خطاب الكراهية، بما يُعزز دور الإعلام كجسر للتواصل والتفاهم بين مختلف الأديان والثقافات.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version