تُمثّل بحيرة طمية الواقعة شمال شرقي الطائف ضمن نطاق حرة كشب، أحد أبرز التكوينات الجيولوجية الفريدة في المملكة، إذ تتوسط فوهة بركانية واسعة تُطوّقها جدران صخرية داكنة تشكّلت بفعل نشاط بركاني قديم؛ ليُكوّن الموقع مشهدًا طبيعيًا نادرًا يعكس مراحل التحولات الجيولوجية التي شهدتها المنطقة عبر آلاف السنين.
وأوضح المؤرخ الثقافي محمد المسعود أن بحيرة طمية تمثل سجلًا طبيعيًا مفتوحًا لدراسة البراكين الهادئة في الجزيرة العربية، مبينًا أن المياه المتجمعة في مركز الفوهة تتغير ألوانها وفق تأثير الأمطار والظروف المناخية، فيما تشكّل الطبقات الملحية البيضاء المحيطة بها مظهرًا بصريًا فريدًا أصبح من أبرز السمات المميزة للموقع.
وأضاف أن طمية لا تقف عند أهميتها الجيولوجية، بل تحمل بُعدًا ثقافيًا راسخًا في الذاكرة الشعبية، إذ ارتبطت بها روايات مختلفة تناقلتها الأجيال، مما منحها قيمة تراثية تُعزّز حضورها في الوعي الجمعي لسكان المنطقة.
وأشار إلى أن الإقبال المتزايد من الباحثين والمهتمين بالسياحة الطبيعية، يعكس قدرة الموقع على أن يكون عنصرًا مهمًّا في مسارات السياحة البيئية والجيولوجية في المنطقة.
