الخميس _2 _أكتوبر _2025AH

اكتشفت دراسة جديدة أن دواء “فيناسترايد”، المستخدم لعلاج تساقط الشعر، يخفي مخاطر نفسية خطيرة تشمل الاكتئاب والقلق، وحتى أفكار انتحارية منذ أكثر من عقدين، رغم تحذيرات سابقة تجاهلها المجتمع الطبي والهيئات التنظيمية.

وأشار  أستاذ الطب والصحة العامة المتقاعد في الجامعة العبرية بالقدس البروفيسور ماير بريزيس إلى أن هناك فشلا منهجيا في مراقبة سلامة الدواء، حيث تم تجاهل بيانات واضحة ومؤثرة على مدار سنوات.

وقامت الدراسة بتحليل بيانات ثماني دراسات أجريت بين عامي 2017 و2023، شملت تقارير إدارة الغذاء والدواء الأمريكية وسجلات صحية وطنية في السويد وكندا وإسرائيل، وأظهرت النتائج نمطا ثابتا: مستخدمو “فيناسترايد” أكثر عرضة للإصابة باضطرابات مزاجية وأفكار انتحارية مقارنة بغير المستخدمين.

وتشير التقديرات إلى أن مئات الآلاف ربما عانوا من الاكتئاب بسبب الدواء، وأن مئات وربما آلاف الأشخاص قد فقدوا حياتهم نتيجة الانتحار.

وفي عام 2011، سجلت إدارة الغذاء والدواء 18 حالة انتحار فقط مرتبطة بـ”فيناسترايد”، في حين تشير التقديرات إلى أن العدد كان يجب أن يصل إلى الآلاف.

يعمل “فيناسترايد” على منع تحويل هرمون التستوستيرون إلى ثنائي هيدروتستوستيرون (DHT)، ولكنه يؤثر أيضا على هرمونات عصبية، مثل ألوبريجنانولون، المرتبطة بتنظيم الحالة المزاجية في الدماغ.

وأظهرت الدراسات على الحيوانات تأثيرات طويلة المدى على الالتهابات العصبية وتغيرات في بنية الحصين.

ويعاني بعض المرضى من أعراض مستمرة حتى بعد التوقف عن العلاج، وهو ما يُعرف بـ”متلازمة ما بعد فيناسترايد”، وتشمل الأرق ونوبات الهلع وضعف الإدراك وأفكار انتحارية تستمر لشهور أو سنوات.

وتهدف الدراسة إلى تسليط الضوء على قصص مأساوية، مثل حالة رجل كان يتمتع بصحة جيدة قبل استخدام “فيناسترايد” “لمجرد” تحسين مظهر شعره، فأصيب باضطرابات نفسية حادة بعد أيام قليلة، ولم يتعاف، وانتحر بعد عدة أشهر.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version