الجمعة _6 _يونيو _2025AH

في يوم تغمره الرحمات وتعلو فيه الأصوات بالتكبير والدعاء، اكتسى صعيد عرفات بمشاهد إنسانية مفعمة بالإيمان والتأثر، حيث وقف الملايين من حجاج بيت الله الحرام يلهجون بأصدق الدعوات، وعيونهم تفيض بما اختزنته القلوب من شوق، وها هم أخيرًا على جبل الرحمة، حيث تسابق الدمع الدعاء، وتتجلى أسمى معاني التضرع والتسليم.

بهجة الوصول إلى جبل الرحمة

ومع شروق شمس يوم عرفة، علت وجوه الحجاج ملامح البهجة والسرور، وهم يخطون بثبات نحو جبل الرحمة، كانت الأقدام منهكة، لكن الأرواح مشرقة بنور اليقين، ساد الصمت أحيانًا، وانطلقت التكبيرات أحيانًا أخرى، أما العيون، فقد أبت إلا أن تمتلئ بالدموع فرحًا بأن الله قد كتب لهم هذا اللقاء المقدس.

منزل مقابل الحلم

في واحدة من أعمق قصص التضحية، جاء شاب سوري برفقة والدته إلى صعيد عرفات بعد أن باعا منزلهما في سوريا، فقط ليتمكنا من أداء فريضة الحج.

لم يكن القرار سهلًا، لكنه كان خيار القلب، ففي لحظة كهذه، حين تلمس الأقدام أرض عرفات، ويستشعر المؤمن قربه من الرحمة الإلهية، تتلاشى كل المكاسب المادية ويبقى الفوز برضى الله هو الغاية الكبرى.

رجال الأمن.. سواعد الرحمة في الميدان

وسط حرارة الأجواء وزحام الحشود، وقف رجال الأمن كتفًا بكتف، لا ليحرسوا فقط، بل ليبردوا على الحجاج بالمياه والابتسامات.

مشهد إنساني مهيب جسّد كيف تتحول المسؤولية إلى خدمة، والخدمة إلى رسالة، حين تكون النية خالصة لخدمة ضيوف الرحمن.

إعلامي مصري يشكر جهود المملكة

وفي فيديو بثته قناة السعودية، عبّر الإعلامي المصري محمد هشام عن انبهاره بتنظيم الحشود في يوم عرفة قائلًا: “لقد قمتم بعملٍ جبار.. كيف استطاعت قوات أمن المملكة أن تسيطر على الحشود وتحرص على سعادة كل حاجٍ منهم؟، أنا ممتن للمملكة”.

كلماته لم تكن مجاملة، بل تعبيرًا صادقًا عن واقع ملموس يعيشه الملايين.

كلام يختلط بالدموع

حاجة مغربية حين سُئلت عن شعورها في هذا اليوم، لم تستطع أن تشرح، اختلط كلامها بدموعها، وقالت بصوت يرتجف: “دعوت لكل من ساعدني أصل لهنا.. الحمد لله الذي بلغني هذا اليوم، الحمد لله”. كانت كلماتها قليلة، لكن دموعها روت مشاعر ملايين الحجاج الذين جاءوا من كل فج عميق.

دموع على جبل الرحمة

وفي حضرة جبل الرحمة، سالت الدموع قبل الكلمات، دموع محملة بعمر من الانتظار، وأمنيات قديمة تحققت أخيرًا.

هنا، لا لغة تسعف، ولا وصف يفي، فقط دموع صادقة بين يدي الله في يوم يُرجى فيه القبول والمغفرة.

دعوات تُلامس السماء

مع كل طلعة شمس وصدى تكبير، علت الدعوات وابتهالات الحجيج في صعيد عرفات. رفعوا أيديهم وتوجهوا إلى السماء بقلب منيب، يتوسلون الغفران والرحمة، ويطلبون من الله أن يعم الأمن على أوطانهم، والشفاء على مرضاهم، والسكينة على قلوبهم.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version