تشهد محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية خلال هذه الأيام مرور طائر الشقراق الأوروبي، وذلك ضمن رحلته الخريفية المعتادة.
يعبر الطائر خلال تلك الرحلة أجواء المملكة خلال رحلات العبور الطويلة بين مواطن تكاثره ومناطق قضائه لفصل الشتاء، في مشهد يعكس ثراء التنوع الأحيائي الذي تحتضنه المحمية.
ويُعد الشقراق الأوروبي من أجمل الطيور المهاجرة التي تعبر أجواء المملكة مرتين سنويا؛ في هجرتي الربيع والخريف، ويتميز بألوانه الزاهية الممزوجة بين الأزرق الفاتح والتركوازي مع لمسات بنية على جناحيه، مما يمنحه حضورًا لافتًا يُبهر عشاق الطيور والمصورين على حد سواء.
ويتراوح طول الطائر ما بين 29 و32 سنتيمترًا، فيما يبلغ وزنه بين 100 و170 جرامًا، ويصدر أصواتًا حادة شبيهة بصوت الغراب، كما يعتمد في غذائه على الحشرات الكبيرة والفقاريات الصغيرة، مما يجعله جزءًا فاعلًا في التوازن البيئي ومكافحة بعض الآفات الزراعية.
ورُصدت صورة مميزة لهذا الطائر خلال توقفه على أغصان شجر الطلح في محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية في أثناء رحلة عبوره الخريفية، إذ شكلت ألوانه المتناسقة مع خضرة الأشجار لوحة فنية حية تنبض بالجمال الطبيعي وتؤكد أهمية المحمية بيئة حاضنة ومأوى للطيور المهاجرة.
ويؤكد خبراء البيئة أن وجود الشقراق الأوروبي في المحمية يمثل دليلًا على نجاح الجهود الوطنية في حماية الحياة الفطرية وصون المسارات الطبيعية للطيور المهاجرة، وهو ما ينسجم مع أهداف المملكة في المحافظة على التنوع الأحيائي واستدامة النظم البيئية.