الأربعاء _8 _أكتوبر _2025AH

أقام معرض الرياض الدولي للكتاب 2025، الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة، ورشة عملٍ بعنوان “الكتابة الإبداعية الموجّهة للطفل: التقنيات والأساليب”، قدّمتها الأكاديمية والكاتبة المتخصصة في أدب الطفل الدكتورة وفاء ثابت المزغني.

وركّزت المزغني خلال الورشة على أهمية الإبداع في الكتابة الموجّهة للطفل، وضرورة تدريب الكتّاب على تحويل الأفكار التربوية إلى قصصٍ مشوّقة تُنمّي الخيال وتنشّط التفكير النقدي لدى الصغار، موضحةً أن الطفل في القرن الحادي والعشرين يتفاعل مع النصّ الذكي الذي يحفّزه على التساؤل والاكتشاف، ومشيرة إلى أن الكاتب الناجح هو من يوصل القيم عبر المعنى الموحى لا العبارة المباشرة، فيجعل القارئ الصغير شريكًا في بناء الحكاية.

وتناولت الورشة، التي شهدت تفاعلًا واسعًا من الحضور، عددًا من المحاور العملية حول اختيار العنوان، وبناء الشخصيات، وانتقاء الأسماء، وتوظيف الرسومات والتصميمات المصاحبة للنص، مؤكدة أن الصورة في كتاب الطفل تمثل جزءًا أساسيًّا من عملية السرد، وتكمل المعنى المكتوب بطرق تحفّز الخيال وتعمّق التلقي.

كما ناقشت المزغني فنّ الإيقاع القصصي، موضحة توقيت الانتقال بين المشاهد وأسلوب التحكم في الإيقاع ليبقى الطفل متشوقًا للصفحة التالية ومهتمًا بتفاصيل الحكاية، مؤكدة أن القارئ الصغير في هذا العصر أكثر وعيًا وانتباهًا، مما يتطلب من الكاتب محتوى متوازنًا يجمع بين المتعة والمعرفة ويوازي قدراته الفكرية.

وقالت: إن الكاتب يحتاج إلى معرفة أسرار الجذب من الصفحة الأولى، فالعنوان هو الدعوة الأولى إلى عالم القصة، والشخصية هي الباب الذي يُدخِل الطفل إلى الخيال، مضيفةً أن الهدف من الكتابة الإبداعية الموجّهة للطفل هو تكوين جيل قارئ ومبدع يرى في الكتاب مغامرةً ممتعة وعالمًا من الدهشة.

وجاءت هذه الورشة ضمن البرنامج الثقافي لمعرض الرياض الدولي للكتاب 2025، الذي يضم سلسلة من الأنشطة التدريبية والتفاعلية الهادفة إلى تطوير مهارات الكتّاب الشباب في مجالات أدب الطفل، وتعزيز دور المملكة في صناعة المحتوى الإبداعي الموجّه للأجيال الجديدة، بما ينسجم مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 في بناء مجتمعٍ معرفي وثقافي متكامل.

يُذكر أن المعرض يُقام تحت شعار “الرياض تقرأ”، المنبثق من حملة “السعودية تقرأ”، التي أطلقتها الهيئة لتعزيز شغف القراءة ونشر الثقافة والإبداع، وإتاحة التفاعل المباشر بين القرّاء والمبدعين، بما يسهم في إثراء المشهد الأدبي والفكري في المملكة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version