الأربعاء 18 جمادى الأولى 1446هـ

عثر مجموعة من العلماء على شكل غريب من الصخور التي يدخل في تكوينها البلاستيك، وذلك في مؤشر غير مسبوق لاستفحال ظاهرة التلوث البلاستيكي الذي بات يمثّل تهديدا حقيقيا للإنسان وللنظم البيئية في كوكب الأرض.

ويغطي نحو 75% من سطح الأرض صخورٌ رسوبية، وهو ما يجعلها النوع السائد من الصخور التي تشترك في تكوين المظاهر التضاريسية مثل عمليات التعرية الناتجة عن تدفق المياه والرياح. ويتأثر هذا النوع من الصخور بشكل كبير بالملوثات البيئية، ويعد ظهور الصخور البلاستيكية مؤخرا دليلا على ذلك.

وحتى الآن عثر الباحثون على مجموعات مختلفة لصخور بلاستيكية في مواقع عدّة، بما في ذلك السواحل، كما وجدوا هذه المجسمات الغريبة في 11 دولة في القارات الخمس، منها: البرتغال وبيرو واليابان وإيطاليا والهند والصين والبرزايل وجزر الكناري وبريطانيا.

تسميات عديدة.. والآفة واحدة

وظهر خلاف داخل المجتمع العلمي فيما يتعلق بالتسمية الصحيحة لوصف هذه المجسمات، فقد شملت الاقتراحات العديد من المصطلحات التي تصف علاقة البلاستيك بالصخور وآلية اندماجهما، مثل: البلاستيغلوميرات، والبلاستيتار، والبلاستيساندستون، والبلاستيكرست، والبلاستيستون، والأنثروبوكينا.

واكتشفت الجيولوجية “باتريشيا كوروكوران” صخرة بلاستيكية أوّل مرّة في عام 2013 قبالة شواطئ كاميلو بهاواي، وأظهرت التحاليل أنّ الصخرة المكتشفة تتكوّن من البلاستيك المنصهر، والصخور الفتاتية، وحطام الخشب، وحبيبات الرمل، والشعاب المرجانية، ومجموعة من الأصداف المندمجة معا. ومنذ ذلك الحين لوحظ أنّ هذه الصخور الغريبة تظهر بأماكن مختلفة حول العالم بتركيب مماثل.

وفي عام 2019، اكتشف العلماء صخورا بلاستيكية أثارت قلقا واسعا في جزيرة ترينداد بالبرازيل، وهي منطقة تشتهر بالبراكين. ورصدتها الجيولوجية فرناندا أفيلار سانتوس قرب محمية طبيعية تعرف باسم شاطئ السلاحف. وكانت دوافع القلق أنّ هذه المنطقة التي تتميز بمناظر طبيعية خلابة لم تمسها يد الإنسان العابثة، يوجد فيها عدد قليل من البشر ضمن قاعدة عسكرية ومركز أبحاث علمي. وتشير سانتوس إلى أن تيارات المحيط ربما قذفت الفضلات البلاستيكية من أماكن بعيدة إلى الجزيرة.

والصخور البلاستيكية تتكون نتيجة مزيج من  صخور وبوليمرات بلاستيكية ناتجة من النفايات، وتنضغط مع مرور الوقت إلى أن تتشكل على هيئتها الغريبة. وتُظهر دراسة حديثة الآليات المختلفة لتشكل هذه الصخور البلاستيكية.

وتتضمن إحدى هذه الآليات عملية الحرق التي يتعرّض لها البلاستيك أثناء محاولة التخلص من النفايات، فبعد حرق البلاستيك يتصلّب داخل مصفوفة أو حزمة معدنية، وكذلك الحال بالنسبة للحطام البلاستيكي في السواحل، إذ تعمل الأمواج القويّة على إلصاق النفايات بالصخور الموجودة على الشاطئ.

وهناك طريقة أخرى تتمثّل في تسرب المواد النفطية التي تحتوي على كميات كبيرة من البلاستيك الذي يمكن أن يلتصق بقوّة بالصخور لدى وصوله إلى الشواطئ، فيتعرّض للتبخر الجزئي والتصلّب.

وتشير الدراسة إلى أنّ العمليات الكيميائية قد تساهم في تكوين الصخور البلاستيكية في المناطق البعيدة عن السواحل، إذ إن أكسدة البلاستيك الناتجة عن ضوء الشمس ينتج عنها حدوث ترابط كيميائي معيّن مع الأجسام والمواد المحيطة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version