الأربعاء 18 جمادى الأولى 1446هـ

توقع باحثون أن تنخفض أيام الغطاء الثلجي السنوية في جميع مناطق التزلج الرئيسية بشكل كبير نتيجة لتغير المناخ، حيث تفقد منطقة واحدة من كل 8 مناطق للتزلج كل الغطاء الثلجي الطبيعي هذا القرن في ظل سيناريوهات الانبعاثات العالية، وفقا لنتائج دراسة جديدة نشرت يوم 13 مارس/آذار في مجلة “بلوس وان”.

وعلى الرغم من الأهمية الاجتماعية والاقتصادية والبيئية لصناعة التزلج، إذ يزور ما يقدر بنحو 400 مليون شخص كل عام منتجعات التزلج بحثا عن بعض الأنشطة الرياضية والترفيهية، فإنه لا يوجد سوى القليل من الأبحاث والدراسات عن كيفية تأثر توزيع مناطق التزلج بتغير المناخ على مستوى العالم.

خريطة تراجع الجليد

في الدراسة الجديدة، رسم الباحثون خريطة لأكثر الأماكن المعرضة لخطر ذوبان الجليد وتهديد مناطق التزلج، من جبال الألب الأسترالية إلى جبال الأنديز في أميركا الجنوبية، وتكشف هذه الخريطة عن المناطق التي من المحتمل أن تكون خالية من الثلوج أو مغلقة خلال الـ75 عاما القادمة.

وشملت الدراسة سبع مناطق تزلج شعبية حول العالم هي: جبال الألب الأوروبية، وجبال الأنديز، وجبال الأبلاش، وجبال الألب الأسترالية، وجبال الألب اليابانية، وجبال الألب الجنوبية في نيوزيلندا، وجبال روكي في أميركا الشمالية. وحدد الفريق أجزاء هذه المناطق المستخدمة للتزلج، واستخدموا النماذج المناخية لمعرفة عدد أيام التغطية الثلجية التي ستتلقاها في ظل سيناريوهات الانبعاثات المختلفة.

وقالت الباحثة الرئيسية في الدراسة “فيرونيكا ميتروفالنر” -وهي  باحثة دكتوراه في تخصص البيئة الرياضية بجامعة بايرويت الألمانية- في حديث مع “الجزيرة نت”: إن الفريق استخدم مشروع “خريطة الشارع المفتوحة” (OpenStreetMap) لرصد وتقييم بيئة المواقع السبعة باعتبارها أكبر وجهات التزلج العالمية، وتمثل جبال الألب الأوروبية 69% منها.

ووفقا للبيان الصحفي للدراسة، استخدم الباحثون أيضا قاعدة بيانات المناخ العامة “تشيلسا”، مما مكنهم من التنبؤ بأيام الغطاء الثلجي السنوي لكل منطقة تزلج للأعوام من 2011 حتى 2040، ومن 2041 حتى 2070، ومن 2071 حتى 2100 في ظل سيناريوهات انبعاثات الكربون المنخفضة والعالية والمرتفعة جدا.

السيناريو الأسوأ

وفي ظل سيناريو الانبعاثات المرتفعة، وهو السيناريو الأسوأ الذي لا توجد فيه جهود متضافرة للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، توقع الباحثون أن تفقد 13% من مناطق التزلج كل الغطاء الثلجي الطبيعي بحلول الفترة بين عامي 2071 و2100 مقارنة بخطوط الأساس التاريخية. وفي هذه الحالة ستستمر درجات الحرارة والانبعاثات في الارتفاع، مع تضاعف انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2100، وسيفقد 20% آخرين أكثر من 50% من أيامهم الثلجية في الوقت نفسه.

وتوقع الفريق أنه بحلول الفترة نفسها، سينخفض متوسط أيام الغطاء الثلجي السنوي بشكل أكبر في جبال الألب الأسترالية بنسبة 78%، وجبال الألب الجنوبية بنسبة 51%، تليها جبال الألب اليابانية بنسبة 50%، وجبال الأنديز بنسبة 43%، وجبال الألب الأوروبية بنسبة 42%، وجبال الأبلاش بنسبة 37%، ومن المتوقع أن تشهد جبال روكي أقل انخفاض بنسبة 23% مقارنة بخطوط الأساس التاريخية.

وأشار الباحثون إلى أن جبال الألب الأسترالية وجبال الألب اليابانية قد تتوقفان عن كونهما مواقع صالحة للتزلج بحلول عام 2100 مع تساقط الثلوج لمدة 38 و86 يوما فقط كل عام في ظل سيناريو الانبعاثات العالية، كما كشفت الدراسة أيضا أن مناطق التزلج الأقرب إلى المناطق الأكثر اكتظاظا بالسكان ستكون أكثر تأثرا بتغير المناخ، وستفقد المناطق ذات الكثافة السكانية العالية 55% من أيام الغطاء الثلجي في سيناريو الانبعاثات المرتفعة للغاية، و49% في سيناريو الانبعاثات العالية.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version