عندما يتعلق الأمر بأنظمة إدارة المستودعات، يتبادر عادةً إلى أذهان الكثيرين صورة متاجر البيع بالتجزئة، ولكن يجب أن نفهم أن هذا المجال لا يقتصر على البيع للعملاء النهائيين فقط.
غالبًا ما تحتضن متاجر التجزئة تشكيلة واسعة من المنتجات التي تتطلب إدارة دقيقة وتتبعًا فعّالًا. ومع ذلك، تظل أنظمة إدارة المستودعات ذات أهمية كبيرة في مجموعة واسعة من الصناعات، وليس فقط في مجال التجزئة.
على سبيل المثال، تساهم أنظمة إدارة المخزون بشكل فعّال في تنظيم وتسهيل عمليات التحكم والمتابعة، مما يضمن توفير الكميات المناسبة من المنتجات في الأوقات المناسبة وذلك لمختلف المؤسسات. ليس ذلك فحسب، بل يساعدك أيضًا على الاستفادة من مساحة تخزين فعّالة.
في هذا السياق، دعنا اليوم نقدم لك لمحة سريعة عن مفهوم نظام إدارة المستودعات والفوائد الواسعة التي يُمكنك الاستفادة منها واغتنامها لصالح اعمالك.
ما هو نظام إدارة المستودعات؟
نظام إدارة المستودعات أو(WMS)، ما هو إلا برنامج يساعد الشركات على إدارة عمليات المستودعات اليومية والتحكم فيها، منذ لحظة دخول البضائع والمواد إلى مركز التوزيع أو الاستيفاء حتى لحظة مغادرتها.
تعتبر أنظمة برامج إدارة المستودعات مكونًا رئيسيًا لإدارة سلسلة التوريد لتقديم رؤية فورية للمخزون الكامل للشركة، في المستودعات والمرور العابر. بالإضافة إلى إدارة المخزون، يوفر نظام إدارة المستودعات أدوات لعمليات الانتقاء والتعبئة واستخدام الموارد والتحليلات والمزيد.
ما هي التوقعات المستقبلية لسوق أنظمة إدارة المستودعات؟
بناءً على الإحصائيات المقدمة من موقع ستاتيستا، يظهر أن حجم سوق أنظمة إدارة المستودعات لهذا العام يقدر بنحو 3.1 مليار دولار أمريكي. ومن المتوقع أن يشهد هذا السوق تزايدًا في نهاية عام 2024، ليصل إلى حوالي 4.1 مليار دولار أمريكي على مستوى العالم.
إضافةً إلى هذه الإحصائيات، تشير تقارير أخرى إلى نمو مستقبلي واعد في سوق أنظمة إدارة المستودعات المتقدمة، حيث يُتوقع أن يبلغ معدل سوق هذه الأنظمة حوالي 51,360.23 مليون دولار أمريكي بحلول عام 2030، مع معدل نمو سنوي مركب يصل إلى 17.3% من عام 2024 إلى 2030 في مختلف القطاعات.
تعكس هذه الأرقام بوضوح النمو المستدام والتطور المستمر الذي يشهده قطاع إدارة المستودعات، مؤكدة تفوقه واستمراريته في التقدم على مدار السنوات المقبلة.
فوائد تطبيق نظام إدارة المستودعات
من خلال استخدام نظام إدارة المستودعات الفعّال، يمكن تحسين أي نشاط يتدفق إلى المستودع وخارجه، بما في ذلك تلك التي تمتد إلى سلسلة التوريد الموسعة.
حيث يبدأ هذا التحسين من مرحلة الاستلام والتخزين، ويمتد إلى عمليات الانتقاء والتعبئة والشحن. وبفضل الميزات الأساسية لنظام إدارة المستودعات، يتم دعم وتيسير هذه الأنشطة بطرق متعددة،والتي منها يمكننا ذكر:
1) الكفاءة التشغيلية المحسنة
تعمل أنظمة إدارة المستودعات على أتمتة وتبسيط عمليات المستودع بدءًا من عمليات الاستلام للداخل وحتى عمليات التسليم للخارج، وذلك لتحسين الكفاءة وسلاسة العمليات والقدرة على التعامل مع الأحجام الأعلى.
فهي تقلل من الأخطاء في انتقاء البضائع وشحنها والقضاء على العمل المتكرر وغير الضروري. كما يشارك نظام إدارة المستودعات البيانات مع أنظمة تخطيط موارد المؤسسة وإدارة النقل، ما يمنحك نظرة مستقبلية شاملة تتجاوز مستودعك وتساعد على تسريع حركة البضائع.
2) تقليل النفايات والتكاليف
إذا كان لديك مخزون مقيد التاريخ أو قابل للتلف، يمكن لبرنامج تحديد العناصر التي يجب انتقاؤها أولاً، أو التي قد تحتاج إلى دفع المبيعات، لتقليل النفايات.
كما يمكن أن يساعدك في تحديد الاستخدام الأكثر فعالية لمساحة المستودع، من وضع المخزون إلى مسارات السفر المثلى. تقدم بعض الأنظمة محاكاة متقدمة لإنشاء خطط الأرضيات ووضع منصات النقل والرفوف والمعدات في أفضل المواقع لتعمل في ذروة الكفاءة وتوفير الوقت والمال.
3) رؤية أفضل للمخزون
تساعد رؤية المخزون في الوقت الفعلي على التنبؤ بالطلب، ما يوفر معلومات قيمة حول المنتجات الأكثر طلبًا في فترة زمنية محددة. يمكن أن تساعد هذه التوقعات أيضًا صانعي القرار على فهم المنتجات التي يجب عليهم الاستثمار فيها أكثر.
هناك مجال آخر يمكن أن يكون فيه هذا التتبع المحسن للمخزون مفيدًا في حالة إرجاع المنتج. إذا كان المنتج المرتجع معيبًا ، فيمكن أن يساعد الرقم التسلسلي للصنف في تتبع رقم الدفعة الأصلي.
يمكن بعد ذلك اختبار المجموعة بأكملها لفهم ما إذا كانت بها عيوب مماثلة أم لا، وهو أمر ضروري لبدء عمليات الاسترداد.
4) إدارة العمل المحسنة
يمكن لنظام إدارة المستودعات مساعدتك على توقع احتياجات العمل وإنشاء الجداول الزمنية وتحسين وقت السفر داخل المستودع وتعيين المهمة المناسبة للموظف المناسب على أساس مستوى المهارة ومدى الاقتراب وعوامل أخرى.
كما يمكن لهذا النظام أن يساعد على تعزيز معنويات الموظفين عن طريق خلق بيئة أكثر استرخاءً وتنظيمًا وأمانًا يشعر فيها العمال بأن وقتهم محل تقدير ويتم استخدامهم بحكمة.
5) علاقات أفضل بين العملاء والموردين
مع نظام إدارة المستودعات، يتمتع العملاء بتحسين استيفاء الطلبات وتسريع عمليات التسليم وتقليل عدم الدقة، ما يزيد من رضاهم وولائهم ويحسّن من سمعة علامتك التجارية. يمكن للموردين أيضا تجربة تقليل أوقات الانتظار في خلجان التحميل والأرصفة، لتحسين العلاقات.
6) تحسين أمن المستودعات
تساعد أنظمة إدارة المستودعات أيضًا في تحسين أمان المستودعات. توفر معظم أدوات تلك الأنظمة للموظفين حسابات مستخدم فردية، مما يحسن المساءلة عن طريق إنشاء مسار تدقيق يربط الموظفين بالمعاملات. وهذا بدوره يؤدي إلى انخفاض مخاطر السرقة والحوادث ذات الصلة.
تسمح مسارات التدقيق هذه أيضًا للموظفين بتحديد أفضل الممارسات الأمنية وتنفيذها. في الوقت نفسه، تساعد إدارة الموظفين القائمة على الحساب والأدوار في منع الوصول غير المصرح به إلى البيانات والمواقع.
من خلال تحديد معلومات العمل المهمة وتقسيمها إلى شرائح، يمكنك تقليل فرص تسريبات ذكاء الأعمال.
7) تقليل الأخطاء البشرية
الفائدة التالية المهمة لاستخدام برامج إدراة المستودعات هي أنه تقلل من الأخطاء. تدعم معظم أدوات المستودعات وظائف مثل مسح الباركود وتتبع تحديد الهوية بموجات الراديو او بما يعرف بي “RFID”.
تسمح هذه التقنيات لموظفي المستودعات بتحديد موقع العناصر واختيارها ونقلها في جميع أنحاء سلسلة التوريد دون ارتكاب أخطاء بشرية، وهي جميعها شائعة جدًا.
بالإضافة إلى ذلك، في حالة التعيين أو الفحص غير الصحيح للمنتج، يقوم نظام إدراة المستودعات تلقائيًا بتنبيه الشخص المعني. يساعد اكتشاف الأخطاء وتصحيحها تلقائيًا على ضمان حصول العملاء على المنتج المناسب في الوقت المناسب.
ختاماً..
وبهذا نكون قد وصلنا لنهاية رحلتنا في استكشاف عالم أنظمة إدارة المستودعات.
من خلال فهمنا لمفهومها وفوائدهاا، وتوقعات تطورها المستقبلي، يمكننا الآن أن نتطلع بثقة إلى غد مشرق يمتلئ بالفعالية والابتكار في مجال إدارة المستودعات.
