الثلاثاء _9 _ديسمبر _2025AH

لإن “خطة السلام” التي تصورها الكرملين والبيت الأبيض لا تدعو إلى أقل من استسلام أوكرانيا، وهو ما من شأنه أن يفتح أبواب أوروبا أمام الجيش الروسي. وفي مواجهة هذه الخيانة من جانب الحليف عبر الأطلسي، يتعين علينا نحن الأوروبيين أن نظهر تضامننا أكثر من أي وقت مضى وأن نقدم الدعم لشعب ظل يقاوم ببطولة على مدى أربع سنوات تقريباً على الرغم من القصف الممنهج الذي يستهدف المدنيين.

ولكن هذا التضامن له تكلفة، ومن الواضح أنه لا يمكن لدافعي الضرائب الأوروبيين أن يتحملوها وحدهم. لذا فإن الأمر متروك لروسيا أن تدفع، وعلى أوروبا أن تجبرها على القيام بذلك. وفي الواقع، تمتلك المؤسسات المصرفية الأوروبية أكثر من 200 مليار يورو من الأصول العامة الروسية، وأغلبها لدى يوروكلير في بلجيكا.

ولا يقضي اقتراح المفوضية الأوروبية بمصادرة هذه الأصول، بل باستخدامها كضمان للحصول على قرض بقيمة 140 مليار يورو لأوكرانيا نيابة عن الاتحاد الأوروبي. وسيُطلب من أوكرانيا سداد القرض بمجرد أن تنهي روسيا حربها العدوانية وتوافق على التعويض عن الأضرار الناجمة. وقدر البنك الدولي حجم هذه الإصلاحات، في نهاية عام 2024، بأكثر من 500 مليار يورو، أي أكثر من ثلاثة أضعاف مبلغ القرض. وبالتالي فإن هذا سيكون معادلاً للتقدم.

الضمانات المطلوبة

هذا النهج قانوني تماما. وهو يستند إلى القانون الدولي العرفي، الذي دونته الأمم المتحدة في عام 2001 تحت عنوان “مسؤولية الدولة عن الأفعال غير المشروعة دولياً”، والذي يسمح للدول المتضررة باتخاذ تدابير مضادة متناسبة لوقف العدوان وإصلاح الضرر. ويؤكد الفقه القانوني الدولي هذه الشرعية، طالما تم احترام شروط التناسب والزمنية والرجوع. وبما أن معظم الصناديق السيادية الروسية المحتفظ بها في أوروبا موجودة في بلجيكا، فإننا نفهم أن رئيس الوزراء البلجيكي، بارت دي ويفر، يطلب ضمانات من شركائه الأوروبيين (هذه الـ 140 مليار يورو تعادل أكثر من 20٪ من الناتج المحلي الإجمالي البلجيكي).

لديك 70.18% من هذه المقالة لقراءتها. والباقي محجوز للمشتركين.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version