السبت _27 _ديسمبر _2025AH

أنامن المستحيل تحديد المصير الذي سيُعطى لمشروع السلام الجديد المكون من 20 نقطة بشأن أوكرانيا الذي قدمته الولايات المتحدة، والذي كشف النقاب عنه فولوديمير زيلينسكي وليس دونالد ترامب. وتقول روسيا، على لسان المتحدث باسم فلاديمير بوتين، إنها تدرس الأمر، في حين أوضحت، من خلال معلقين مقربين من الكرملين، أن المشروع يحتوي على عدة مطالب غير مقبولة.

ولن يفشل الأوروبيون في ملاحظة النقطة السابعة من المشروع: “سوف تصبح أوكرانيا عضواً في الاتحاد الأوروبي خلال إطار زمني محدد بدقة، وسوف تستفيد أوكرانيا في الأمد القريب من امتياز الوصول إلى السوق الموحدة للاتحاد الأوروبي. وتشير هذه النقطة إلى أن مكان أوكرانيا أصبح في الاتحاد الأوروبي، وهو احتمال مرغوب تماماً لضمان أمن هذا البلد، في غياب القدرة على الانضمام إلى منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو). وينتهز الرئيس الأوكراني هذه النقطة ليذكر في خطاباته العامة مواعيد عام 2027 أو 2028.

إن هذه الإعلانات أكثر من مفاجئة لأي شخص يعرف كيف تتم عملية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. والحقيقة أننا لا نستطيع أن نصدر قراراً، حتى قبل أن نبدأ المفاوضات، بأن الدخول إلى الاتحاد الأوروبي سوف يتم في تاريخ محدد. كل شيء يعتمد على سرعة جعل تشريعات الدول المرشحة متوافقة مع المعايير الأوروبية وموافقة الدول الأعضاء، الأمر الذي يستغرق عمومًا عدة سنوات.

ولنستشهد بمثال الجبل الأسود، الدولة الأكثر تقدماً حالياً في عملية الانضمام، فقد بدأت المفاوضات في عام 2012. وقد فتحت البلاد اليوم كافة فصول المفاوضات على حساب بذل قدر كبير من العمل لتكييف تشريعاتها. ويجب بعد ذلك إدراج نتيجة أعمال التفاوض في المعاهدة. ولابد أخيراً من قبول معاهدة الانضمام هذه بالإجماع من قِبَل دول الاتحاد الأوروبي السبعة والعشرين، وموافقة البرلمان الأوروبي عليها، والتصديق عليها بشكل فردي من قِبَل كل دولة عضو، وقد تلجأ بعض هذه الدول (مثل فرنسا) إلى الاستفتاء، مع كل ما يترتب على ذلك من مخاطر الرفض. تجدر الإشارة إلى أنه في عام 2016، لم يرغب الشعب الهولندي في قبول معاهدة شراكة أوكرانيا مع الاتحاد الأوروبي، والتي تضمنت تدابير أقل طموحًا بكثير من تلك المتعلقة بالعضوية المستقبلية.

لديك 54.43% من هذه المقالة متبقية للقراءة. والباقي محجوز للمشتركين.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version