الأربعاء 18 جمادى الأولى 1446هـ

قال المؤلف المسرحي وكاتب السيناريو الأميركي توني كوشنر إن قطاع غزة يتعرض لحرب إبادة، مؤكدا أن إساءة إسرائيل معاملة الفلسطينيين، واحتلالها الضفة الغربية وسجن الغزيين ونصب الجدران العازلة، لن يجعلها آمنة.

وأشار كوشنر (68 عاما) إلى أن الثقافة والتاريخ اليهوديين ومعاناة اليهود عبر التاريخ لا يجب أن تكون ذريعة لقتل البشر وتجريدهم من إنسانيتهم.

وحذر الكاتب الأميركي من أن أي عمل عسكري في غزة -التي سبق له أن زارها- سيوقع قطعًا خسائر فادحة بين المدنيين “بسبب الكثافة السكانية العالية للغاية”، وحمّل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أولا وشركاء تحالفه ثانيا مسؤولية ما حدث لأنهم لا يعبؤون بالمذبحة الجماعية في القطاع.

وفي مقابلة مع صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية اليوم الاثنين، قال كوشنر اليهودي الأصل إن ما يحدث حاليا في غزة أمر فظيع دفعه أكثر نحو اليسار.

وكتب كوشنر -الذي فاز بالبوليتزر وبجائزة توني أشهر جوائز المسرح الأميركي- عما يلقاه الفلسطينيون على أيدي إسرائيل منذ تسعينيات القرن الماضي حين ألّف مسرحيته الشهيرة “ملائكة في أميركا”.

وعلى هامش عرض مسرحيته “ملائكة في أميركا” حاليا في تل أبيب، قال كوشنر لصحيفة هآرتس “إن ما حدث في 7 أكتوبر (تشرين الأول الماضي) غير مفهوم في ضوء التحذيرات التي أطلقها قادة في أجهزة الأمن الإسرائيلية، لكن لا يمكن القول إن الأسباب العميقة للهجوم غير مفهومة”، وأقر بأنه لم يتوقع ردا إسرائيليا بكل هذه القسوة، مضيفا “اعتقدت عن غباء أن إسرائيل سترسم لنفسها حدودا أخلاقية لا تتجاوزها”.

وأبدى كوشنر سعادته لكون أغلب الإسرائيليين لا يثقون في نتنياهو حسب استطلاع حديث للرأي، لكن الاستطلاع خيّب ظنه من جهة أخرى، إذ تعتقد هذه الأغلبية أيضا بشرعية ما يفعله الجيش الإسرائيلي في غزة، ولم تعد تؤمن بحل الدولتين.

وحول الحديث عن “تفشي معاداة السامية” في الولايات المتحدة، قال إن هذا الحديث “فيه مبالغة كبيرة تقف وراءها حملة منظمة من التيار اليهودي اليميني هناك”. وأوضح أن الأمر “ليس إطلاقا بالأبعاد التي يصوَّرُ بها”.

وأشار إلى وجود عن حملة واسعة ومنظمة داخل التيار اليهودي اليميني هناك “لرسم صورة مخيفة مفادها أن اليهود لم يعودوا يَأْمنون على أنفسهم في الجامعات الأميركية”، مضيفا أنه لم يرَ “ما يثبت إحصائيا هذه السخافة”.

وحول حملة مقاطعة إسرائيل، قال كوشنر إنه حتى وإن لم ينضم إلى حركة المقاطعة فإنه بات أكثر تقبلا لفكرتها في الأشهر القليلة الماضية.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version