الأربعاء 18 جمادى الأولى 1446هـ

يعتبر الانفصال العضلي من الحالات ‫الشائعة لدى السيدات الحوامل. فما هو وكيف يمكن مواجهته؟

‫للإجابة عن هذا السؤال، أوضح الدكتور كلاوس دوبيك أنه عندما ينمو الجنين ‫في الرحم فإنه من الطبيعي أن تتمدد عضلات البطن ولا تستقر في مكانها؛ ‫لأن الجنين يحتاج إلى المزيد من المساحة.

‫وأضاف رئيس الرابطة الألمانية لأطباء النساء والولادة قائلا: “علاوة على ‫أن الهرمونات تعمل على تعزيز تمدد الأنسجة الضامة خلال فترة الحمل”.

‫تمدد عضلة البطن المستقيمة

‫ومن نتائج هذه العمليات تمدد عضلة البطن المستقيمة، والتي تمتد من القفص ‫الصدري مرورا بجدار البطن وحتى الارتفاق العاني، ولا تعود هذه العضلة ‫إلى حالتها الأصلية حتى بعد الولادة؛ لأنها تحتاج إلى بعض الوقت، ويسري ‫ذلك أيضا على عضلات البطن.

‫وفي بعض الأحيان يمكن ملاحظة عضلات البطن المشدودة بعد الولادة؛ حيث ‫ينتفخ الخط الأوسط، أي النطاق الواقع بين خيوط العضلات، وتكون هناك فجوة ‫ظاهرة، ويرتبط هذا النطاق عن طريق نسيج ضام، ويطلق عليه اسم “الخط ‫الأبيض”، وعادة ما يكون عرضه أقل من 2 سم أو حتى 2 سم.

‫وإذا اتسعت هذه الفجوة بعد الحمل، فعندئذ تعرف هذه الحالة باسم ‫”الانفصال العضلي”، ويرتبط مدى الاتساع بالعديد من العوامل، ومنها طول ‫قامة المرأة وحجم الجنين وحالات الحمل المتعددة، وكذلك حالة التدريب ‫الخاصة بالعضلات.

‫وفي حالة الانفصال العضلي الخفيف، فإنه عادة لا يسبب أية أعراض؛ حيث ‫تضيق الفجوة في الشهور التالية للولادة في أغلب الأحيان. وأضاف دوبيك ‫قائلا: “قد يظل هناك الكثير من السيدات يعانين من الانفصال العضلي ‫الخفيف لمدة عام بعد الولادة، ومن الناحية الطبية لا يحتاج الأمر إلى ‫إجراء عملية جراحية”.

‫ولكن الأمر يبدو مختلفا عندما يكون هناك فتق في الجزء العلوي من البطن ‫أو فتق سري إلى جانب الانفصال العضلي؛ نظرا لأن الانفصال العضلي الواضح ‫يعزز الفتق، علاوة على وجود فجوة في جدار البطن، التي تتسع مع مرور ‫الوقت، وهو ما يؤدي إلى خطر تعرض الأنسجة الدهنية من داخل البطن أو ‫الأمعاء الدقيقة للانحصار، ولذلك ينبغي سد هذه الفجوة من خلال التدخل ‫الجراحي.

‫تقوية عضلات البطن

‫ويمكن للسيدات تجنب مثل هذه الحالات من خلال تقوية عضلات البطن؛ لأنها ‫تقلل من حالات الانفصال العضلي. وأوضحت أولا هينشر، أخصائية العلاج ‫الطبيعي والعضو في الجمعية الألمانية لأمراض النساء والولادة والمسالك ‫البولية، قائلة: “من المهم القيام ببعض التمارين أثناء فترة الحمل”.

‫وعندما لا تكون هناك مضاعفات أثناء فترة الحمل فإنه ينبغي إجراء تمارين ‫قوة التحمل وتمارين تقوية العضلات المناسبة لمدة 150 دقيقة في الأسبوع. ‫وأضافت أخصائية العلاج الطبيعي الألمانية قائلة: “كثيرا ما تبالغ ‫السيدات الحوامل في أداء التمارين، ولكن المهم هو إعداد الجسم لعملية ‫الولادة والفترة اللاحقة لها”.

‫ويتعين على السيدات الحوامل تقوية عضلات البطن من خلال أداء التمارين ‫الرياضية المناسبة أثناء فترة الحمل وبعد الولادة. وترتبط كلمة ‫”المناسبة” هنا بعاملين، أولهما: أن يتم اختيار التمارين الرياضية ‫المناسبة، وثانيهما: أن تتم مواءمة شدة التمرين مع حالة الجسم؛ حيث ‫ينبغي أن ينصب الاهتمام على تدريب تضخم العضلات من أجل زيادة سُمك ‫الألياف العضلية من خلال زيادة شدتها، وبالتالي تزداد قوة العضلات، وهو ‫أمر ضروري للغاية خلال فترة الحمل؛ نظرا لأن وزن الجنين يزداد أثناء
‫فترة الحمل، وهو ما يشكل عبئا على جسم الأم.

البلانك

‫ويعتبر تمرين البلانك من التمارين الرياضية المناسبة خلال فترة الحمل؛ ‫حيث تركز الحامل على اليدين القدمين أو بكل بساطة على الكوعين والركبتين ‫أو الجلوس في وضع مستقيم وإمالة الجزء العلوي من الجسم إلى الخلف. ‫

‫ويمكن للسيدات البدء في إجراء تمارين بسيطة بعد الولادة مباشرة، مثل ‫الزفير العميق في وضعية الرقاد على البطن العلاجية، وفي تلك الأثناء يجب ‫وضع وسادات أسفل البطن بحيث يتم تخفيف الحمل على منطقة أسفل الظهر ولا ‫يتم الضغط على الصدر.

‫وأوضحت هينشر قائلة: “بعد الولادة الطبيعية يمكن أن تبدأ دورة التعافي ‫من خلال إجراء التمارين الرياضية المناسبة بشكل مبكر بعد ثلاثة شهور من ‫الولادة”. ويمكن الاعتماد هنا على التمارين، التي يتم الارتكاز فيها على ‫اليدين والقدمين أو تمرين البلانك. ومن الأمور المهمة أيضا أن يتم أداء ‫التمارين تحت إشراف قابلة أو أخصائي علاج طبيعي.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version