الأربعاء 18 جمادى الأولى 1446هـ

الكوليسترول هو مادة شمعية شبيهة بالدهون يحتاجها جسمك للتمتع بصحة جيدة، ولكن بكميات مناسبة. يمكن أن تؤدي المستويات غير الصحية من الكوليسترول إلى حالة تسمى ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم؛ وهو ما يعرض الشخص لخطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية. ولكن هناك نسبة لديها ما يسمى “ارتفاع الكوليسترول الحدي” (Borderline High Cholesterol) وهذا يحدث عندما لا يكون الكوليسترول الكلي في الجسم مرتفعا تماما، ولكنه أيضا ليس ضمن النطاق الطبيعي، فكيف التعامل معه؟

يتم تعريف ارتفاع نسبة الكوليسترول على أنه عندم يكون الكوليسترول الكلي يبلغ 240 مليغراما/ديسيلترا أو أعلى. وفي الوقت نفسه، يعاني شخص ما من الكولسترول الحدي عندما يكون إجمالي الكولسترول لديه في نطاق 200 إلى 239.

ويقول الدكتور دونالد لويد جونز الرئيس السابق للجمعية الأميركية للقلب وأستاذ أمراض القلب ورئيس الطب الوقائي في كلية الطب بجامعة نورث وسترن فاينبرغ، في تصريح للتايم: “لقد وضعنا هذه العتبات -والتي تعتبر مصطنعة إلى حد ما- لتصنيف الأشخاص حتى نتمكن من فهم ما إذا كنا بحاجة إلى إجراء مزيد من التحليل أو التقييم لفهم خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية”.

وقال لويد جونز إن هناك أشخاصا يبلغ إجمالي مستوى الكوليسترول في الدم لديهم 235؛ ومع ذلك لا يزالون يتمتعون بصحة جيدة. بينما قد يكون البعض الآخر معرضا للخطر عند مستوى 205. ويعتمد ذلك على عوامل الخطر الأخرى للشخص. ولكن بشكل عام، تساعد هذه العتبات الأطباء على اتخاذ قرارات بشأن رعاية المرضى.

ويضيف لويد جونز أن خطر الإصابة بأمراض القلب ينخفض عند الأشخاص الذين لديهم مستوى الكوليسترول الكلي أقل من 200، في حين أن خطر الإصابة بأمراض القلب يزداد عند الأشخاص الذين يزيد مستوى الكوليسترول الكلي لديهم على 240. أما أولئك الذين تتراوح نسبة الكوليسترول الكلي لديهم من 200 إلى 239 فهم في مكان ما في المنتصف وهذا ما يدعى بارتفاع الكوليسترول الحدي.

وقال الدكتور دارون غيرش، طبيب الأسرة في مستشفى سنترا كير في لونغ بريري بولاية مينيسوتا، إن مستويات الكوليسترول في هذه الفئة ليست خطيرة بشكل تلقائي ولكن كلما زادت فترة الإصابة بارتفاع الكوليسترول الحدي يزداد خطر الإصابة بارتفاع نسبة الكوليسترول.

ووفقا لبحث نشر عام 2015 في مجلة “سيركوليشين” (Circulation) كان الأشخاص الذين لديهم ارتفاع في نسبة الكوليسترول في الدم لمدة 11 إلى 20 عاما أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب بمقدار الضعف مقارنة بالأشخاص الذين لديهم ارتفاع في نسبة الكوليسترول لمدة 10 سنوات.

ويقول لويد جونز: “التشبيه الذي أستخدمه هو أننا نقوم بنقع شراييننا في جزيئات الكوليسترول طوال حياتنا.. كلما نقعنا أكثر، زادت فرصة تكوين اللويحات. الأشخاص الذين لديهم مستويات عالية جدا لفترة قصيرة من الزمن معرضون لخطر تكوين لويحات، ولكن حتى الأشخاص الذين لديهم مستويات متواضعة لفترة طويلة من الزمن يمكنهم تكوين لويحات. تتراكم هذه اللويحات وتلتهب مع مرور الوقت، وهو ما يؤدي إلى النوبات القلبية والسكتات الدماغية”.

من أين يأتي الكوليسترول؟

الكوليسترول هو مادة شمعية شبيهة بالدهون تساعد جسمك على تكوين أغشية الخلايا والعديد من الهرمونات وفيتامين “دي”. يأتي الكوليسترول الموجود في الدم من مصدرين: الأطعمة التي تتناولها والكبد. ويصنع كبدك كل الكوليسترول الذي يحتاجه جسمك. ويتم حمل الكوليسترول والدهون الأخرى في مجرى الدم على شكل جزيئات كروية تسمى البروتينات الدهنية. ولكن الكثير من الكوليسترول يمكن أن يشكل مشكلة.

وينتقل الكوليسترول عبر الدم على بروتينات تسمى “البروتينات الدهنية”. وهناك نوعان من البروتينات الدهنية التي تحمل الكوليسترول في جميع أنحاء الجسم:

  • البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL) والذي يطلق عليه أيضا الكوليسترول “الضار”، وهو يشكل معظم الكوليسترول في الجسم. وأشارت الدكتورة آن ماري نافار الأستاذة المساعدة في أمراض القلب في كلية الطب بجامعة تكساس الجنوبية الغربية إلى ضرورة النظر إلى مستوى هذا البروتين في الجسم وذلك لأن كوليسترول “إل دي إل” يتراكم في الشرايين. ومستوى “إل دي إل” الصحي هو أقل من 100 مليغرام/ديسيلتر.
  • البروتين الدهني عالي الكثافة (HDL) والذي يسمى أحيانا بالكوليسترول “الجيد”، وذلك لأنه يزيل الدهون من الدم كما يقول غيرش. ومستوى “إتس دي إل” الصحي هو 60 مليغراما/ديسيلتر أو أعلى.

يقول غيرش: “إذا كان إجمالي الكوليسترول لديك مرتفعا بسبب “إتس دي إل”، فقد لا تكون في خطر كبير وقد تكون في الواقع محميا إلى حد ما، لذلك من المهم جدا ليس فقط الحصول على مستويات الكوليسترول الكلية ولكن التأكد من نسبة كل من الكولسترول الجيد والسيئ”.

ولهذا السبب قد يكون من الأكثر دقة النظر إلى ارتفاع مستوى الكوليسترول الضار “إل دي إل” فقط، كما تقول آن ماري نافار. ويعتبر كوليسترول “إل دي إل” -الذي يبلغ 160 أو أعلى- مرتفعا، في حين يعتبر كوليسترول “إل دي إل” من 130 إلى 159 حديا، وفقا للأكاديمية الأميركية لأطباء الأسرة.

وهذا تصنيف تقريبي وليس ضمانا لمشاكل القلب القادمة. وتقول آن ماري نافار: “إن خطر الإصابة بالكوليسترول المرتبط بـ”إل دي إل” هو أمر متواصل، فلا يوجد رقم سحري تكون فوقه في خطر ولا تكون تحته”. “كلما ارتفع مستوى البروتين الدهني منخفض الكثافة لديك وطال أمد ارتفاعه؛ زادت المخاطر التي تتراكم بمرور الوقت”.

كيفية خفض ارتفاع الكولسترول الحدي

بعد مراجعة نتائج فحص الدم في سياق تاريخك الطبي، سيوصي طبيبك بأفضل مسار للوصول إلى مستوى كوليسترول ضمن النطاق الصحي بالنسبة لك. فإذا كان لديك ارتفاع في مستوى الكوليسترول الحدي ولكنك تتمتع بصحة جيدة وعمرك أقل من 60 عاما، فقد يوصي طبيبك بتعديلات نمط الحياة التي من الممكن أن تساعد في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب بشكل عام. قد يشمل ذلك:

  • الوصول إلى وزن صحي والحفاظ عليه.
  • تناول نظام غذائي متوازن والحد من تناول النشويات والأطعمة الغنية بالدهون.
  • الإقلاع عن التدخين.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
  • إذا كنت تعاني من ارتفاع مستوى الكوليسترول الحدي -واثنين أو أكثر من عوامل الخطر الأخرى لأمراض القلب مثل مرض السكري ووجود تاريخ أسري- فمن المرجح أن يوصي طبيبك بأدوية خفض الكوليسترول للحفاظ على سلامة قلبك لأطول فترة ممكنة، كما يقول غيرش.

عوامل الخطر التي تزيد من فرصة الإصابة بارتفاع الكوليسترول في الدم

  • ارتفاع ضغط الدم.
  • مرض السكري.
  • التدخين أو التعرض للتدخين السلبي.
  • بلوغ سن 60 عاما أو أكثر.
  • وجود تاريخ عائلي لأمراض القلب.
  • عدم الحركة.
  • الوزن الزائد.
شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version