الجمعة _19 _سبتمبر _2025AH

كما أثار الإعلان عن الخطوة عبر مؤتمر صحفي في منطقة نفوذ حزب الله، من دون أي تنسيق مسبق مع محافظة بيروت أو بلديتها أو وزارة الداخلية، انقساما حادا بين فريق يراها تكريما طبيعيا لزعيمين سياسيين، فيما يعتبرها لبنانيون آخرون استفزازا مباشرا يهدد بتحويل الصخرة من رمز للحياة البيروتية إلى ساحة مواجهة سياسية وربما أمنية.

واعتاد اللبنانيون على رؤية الصخرة مضاءة في مناسبات وطنية أو رياضية أو إنسانية جامعة، لا مرتبطة بفئة أو جهة بعينها.

انقسام واسع

وبين من يصر على أنها رمز وطني جامع، ومن يريد تحويلها إلى منصة تعبئة سياسية، يقف المواطن البيروتي متوجسا من أن يفقد أيقونته البحرية لصالح لعبة الاستفزازات المتبادلة.

وينشغل رواد وسائل التواصل الاجتماعي، بالتعليقات، وقال بعض الناشطين المؤيدين للفكرة إن “من حق أي جهة أن تكرّم رموزها على الروشة كما ترفع صور السياسيين في كل الشوارع”، معتبرين أن “نصر الله وصفي الدين شخصيتان لهما مكانتهما، ولا يجوز منع هذا التكريم”.

في المقابل، رد آخرون بغضب، مشددين على أن “الصخرة أكبر من كل الزعامات، وهي رمز لكل لبنان وليست لوحة إعلانات حزبية”، فيما حذر بعضهم من أن “خطوة كهذه ستفجّر الشارع وتستفز الناس بدلا من أن تجمعهم”.

ولا زال الوضع الميداني حتى اللحظة تحت السيطرة، لكن الترقب يخيّم على الأجواء. حيث يخشى كثيرون أن يتحول الجدل الافتراضي إلى مواجهات على الأرض، خاصة مع حساسية التوازنات الأمنية في العاصمة.

قلق من انفلات أمني

مصدر أمني محلي أشار لموقع “سكاي نيوز عربية” إلى أن “الأهالي قلقون من أي تحرك غير مدروس قد يشعل توترات في محيط الروشة، حيث يتوافد يوميا مئات اللبنانيين والسياح”.

وبدوره كشف النائب البيروتي وضاح صادق لـ”سكاي نيوز عربية”، أن اجتماعا عقد مع وزير الداخلية أحمد الحجار، حيث وعد الأخير بالتدخل “كيلا يصار إلى مشاكل أو عمليات قتل”، مؤكدا أنه يتابع الموضوع مع الجهات المعنية.

غياب التنسيق وتسيس المعلم

وأبدى صادق “استغرابه من كيفية الإعلان عن خطوة بهذه الحساسية عبر مؤتمر صحفي “من دون العودة إلى محافظ بيروت أو رئيسة البلدية أو حتى وزارة الداخلية”، مؤكداً أن جميع هؤلاء “ليس لديهم أي علم بالموضوع، ما يطرح علامات استفهام حول خلفياته الحقيقية”.

ووصف صادق الخطوة بأنها “استفزازية بامتياز”، متسائلا: “كيف يشن هجوم وتهديدات بالقتل بحق كل من يعبّر عن رأي مخالف؟”. وقال ” أنا تعرضت لذلك”.

وأضاف: “كل ما في الأمر محاولة واضحة لصرف الأنظار عن موضوع أساسي هو ملف السلاح غير الشرعي. فهذا الملف هو الضربة القاضية لحزب الله، ولذلك تُفتعل ضجة حول الروشة للتغطية عليه”.

والتقت أصوات أخرى مع موقف صادق، إذ قال أحمد قمبريس وهو أحد الناشطين البيروتيين: “نحن أمام مسعى لتسييس البحر والسماء والحجر، بينما اللبنانيون بحاجة إلى ما يوحدهم لا ما يفرقهم”.

في المقابل، اعتبر علي العبد الله أحد المؤيدين أن “الاعتراضات مبالغ فيها، ومن يرفض صور نصرالله وصفي الدين على الروشة يتجاهل صور السياسيين المنتشرة على كل الجدران والجسور”.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version